استمرارا لمسيرة العطاء، واستكمالا لدورها العالمي كمركز للعمل الإنساني، استضافت الكويت المؤتمر الثالث لدعم الشعب السوري ، مقدمة للمجتمع الدولي صورة مكتملة لدبلوماسية نشيطة، تعكس الإدراك الشامل لواقع الأزمة السورية، وتضع دولة الكويت جوار أشقائها العرب، كتفا بكتف، في حل أزمات المنطقة، والتصدي لما يواجه الأمة العربية والإسلامية من مخاطر وتحديات.
قال حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر الدولي الثالث لدعم الوضع الإنساني في سوريا أن دولة الكويت حكومة وشعبا لم تدخر جهدا في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق منذ بدء الأزمة وذلك عبر مؤسساتها الرسمية والشعبية في ظل استمرار الأوضاع المأساوية التي يعاني منها إخوتنا في سوريا .
وأضاف سموه "إيمانا منا بأهمية وضرورة إيصال رسالة إلى هذا الشعب بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه ويشعر بمعاناته وأنه لن يتخلى عنه في محنته".
من جهته أكد وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع، أن الكويت كانت ولا تزال من أولى دول العالم التي تقف مع الشعب السوري الشقيق في الأزمة التي يعانيها، ودخلت عامها الخامس.
و إن هذا الموقف جاء بفضل حكمة وحنكة قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد الذي كان الداعم الأول لهذا الشعب الشقيق، من خلال استضافة البلاد المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا لدورتين ماضيتين، ما جسّد الدور الكويتي واستجابته وتلبيته العاجلة لمناصرة المحتاجين في كل مكان.
وأضاف أن موافقة الكويت على استضافة مؤتمر المانحين الثالث الخاص بالأشقاء السوريين الذين يعانون ويلات الأوضاع الداخلية التي ألمَّت ببلادهم تضيف تجلياً إنسانياً جديداً لسمو أمير البلاد الحافل بالعطاء الإنساني الذي توّجته الأمم المتحدة بإعلانها الكويت «مركزا إنسانيا عالميا»، وتسمية سمو الأمير «قائدا للعمل الإنساني».
وأوضح أن الحكومة الكويتية تحرص على استضافة أعمال هذا المؤتمر استشعارا منها بأهميته في جمع الشركاء الإنسانيين في منصة واحدة لمتابعة العمليات الإنسانية في سوريا، وتوفير كل ما يحتاجه الأشقاء السوريون، سواء كانوا في الداخل أو الذين أرغمتهم الظروف على اللجوء إلى الدول المجاورة.
وذكر أن الكويت، وبتوجيهات القيادة السياسية، لم تتأخر يوما في مساعدة الشعب السوري الشقيق لمواجهة ظروفه القاسية التي يرزح تحت وطأتها، وآخرها حملة القائد الإنساني التي انطلقت من الكويت إلى اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان بهدف إيصال المساعدات العاجلة لهم من مواد إغاثية مختلفة.
وفي كلمته الختامية للمؤتمر أعرب بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة عن خالص شكره وامتنانه لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على استضافة الكويت هذا الحدث المهم للمرة الثالثة على التوالي وسرعة استجابة سموه وتلبيته النداء الإنساني، مضيفا انه على علم تام بأن تنظيم مثل هذا الحدث ثلاث مرات متتالية "صعب جدا" وان قيادة سمو أمير الكويت الحكيمة "مكنتنا من تحقيق ذلك وبأفضل النتائج".
كما أشاد بمشاركات الدول المانحة في المؤتمر ومساهماتها السخية مثمنا عمل المنظمات والوكالات الدولية و الإقليمية في دعم الأوضاع الإنسانية في سوريا وخارجها، مشيرا إلى أن الدعم الذي قدمه (قائد العمل الإنساني) "هو شهادة واضحة على التزام حكومة دولة الكويت بالعمل الإنساني في العالم".