31 مايو 2025 | 04 ذو الحجة 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ محمود الجمال: نحن بحاجة لأن نتلمس من السنة النبوية ما يزيد الإيمان ويعلو بالأخلاق ويقوم المسيرة

03 ديسمبر 2017

ما من أحد من البشر قد نال من الحب والتقدير ما ناله المصطفى عليه الصلاة والسلام، باسمه تلهج ملايين الألسنة، وبذكر سيرته العطرة تهتز قلوب المسلمين، ولكن الجوهر في ذلك أن يتحول هذا الحب إلى محض اتباع دقيق لكل أمر جاء به، فقد بين المولى عز وجل معيار المحبة الصادقة في الآية الكريمة: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران:31.

تحدث الشيخ محمود الجمال، الداعية والخطيب، حول بعض المقتطفات من السيرة العطرة، مؤكدا أن الشمائل النبوية هي في ذاتها معين صاف متدفق، يرتوي من نميره كل من أراد السلامة من ملوثات الجاهلية، ولئن فات على أكثر المسلمين العيش في عهده صلى الله عليه وسلم، ورؤيته رأي العين، فإن في تأمل سجاياه ووصاياه وسيرته العزاء والسلوان.

إننا اليوم بحاجة إلى تجديد الوعي في ضوء السيرة العطرة، ومراجعة وتصحيح المواقف بناء على السنة المطهرة، نريد أن نلتمس من السنة النبوية ما يزيد الإيمان، ويزكي السريرة، ويعلو بالأخلاق، ويقوم المسيرة.

ويتابع الشيخ الجمال أن البعض قد يخطئ حين ينظر إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام بنظرة قاصرة، محدودة، فرسولنا الكريم قد جمع نواحي العظمة الإنسانية كلها، ومن المؤسف أن بعض بني أمتنا لم يقدروا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حق قدره، حتى وهم يتوجهون له بالمحبة والتوقير، إلا أن ذلك في حقيقته حب سلبي، لا صدى له في واقع الحياة، ولا أثر له في السلوك والأخلاق والتعامل اليومي.

إن مواقف النبي كانت شاهدة على صلابته وثباته على الحق، ففي أمر الدعوة صدع النبي –صلى الله عليه وسلم- بدعوة التوحيد ثلاث عشرة سنة بمكة، وعشرا بالمدينة، وفي أمر العبادة، كان عبدا شكورا، يقوم الليل حتى تتفطر قدماه.
وفي أمر الأخلاق، نجده صلى الله عليه وسلم مثال الكمال في رقة القلب، وسماحة اليد، وعفة النفس، واستقامة السيرة، وكان عليه الصلاة والسلام دائم البِشر، سهل الطباع، لين الجانب، ليس بفظ ولا صخاب، ولا يدفع السيئة بمثلها، تزينه أخلاق العفو والصفح، وأعظم من كل هذا وأبلغ؛ ثناء ربه عليه في قوله ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ القلم:4، فسبحان من شرح صدره، ورفع قدره، وأعلى في العالمين ذكره.

وإذا تأملنا صفحة أخرى في كتاب شمائله عليه الصلاة والسلام، صفحة القوة والحماسة في الجهاد، فقد كان النبي شجاعا لا يعرف الخوف، مقداما لا يعرف التردد، وهكذا كان في معاملاته لأصحابه، وأهل بيته، وكان يقول: [أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا] أخرجه أحمد.

وهكذا بالمثل كان في سياسته في بناء الدولة، وفي عبادته لربه، وفي إنفاقه وبذله، وفي حرصه على أداء رسالته، وتبليغ دعوة خالقه تبارك وتعالى على الوجه الأكمل، ومراعاة حقوق الإنسان، مسلما كان أو غير مسلم، بل حتى الرفق بالحيوان، وصدق قول المولى عز وجل حين قال فيه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين﴾الأنبياء:107 .

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت