06 سبتمبر 2025 | 14 ربيع الأول 1447
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ على الكليب: أتاكم رمضان.. فاحرصوا على الجود ومدارسة القرآن الكريم

25 يونيو 2015

دعا رئيس مكتب الرقابة الشرعية وعضو الهيئة الشرعية في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية فضيلة الشيخ على سعود الكليب المسلمين إلى اغتنام شهر رمضان المبارك بصوم نهاره وقيام ليله ، ومدارسة القرآن الكريم ، والتأسي بأخلاق حبيبنا الرسول  محمد صلى الله عليه وسلم، في العطاء والجود، ووضع حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَه" رواه الترمذي وابن حبان نصب أعينهم.

والشيخ على سعود الكليب من العلماء البارزين في مجال الدعوة والفتوى، وقد برزت جهوده الدعوية عبر البرامج الاذاعية والتليفزيونية والدروس والخطب، ويتميز منهجه الدعوي بالوسطية ، والأسلوب السهل الممتنع الذي يخاطب العوام والخواص.

وحول الصيام يقوله الشيخ الكليب إنه عبادة عظيمة لا يعلم ثوابها إلا الله سبحانه وتعالى، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به, يدع شهواته وطعامه من أجلي, للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه, ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).

وأردف الشيخ الكليب موضحا : والثواب إذا أُبهم دليل على عظمه وكثرته،  وكذلك صيام رمضان وقيامه من الأمور التي يصل بها المسلم منزلة الصديقين والشهداء كما في صحيح ابن خزيمة من حديث عمرو بن مرة الجهني جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله: أرأيت إن شهدت ألا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وقمته وآتيت الزكاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء). وكذلك روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).

 وشدد الشيخ الكليب على أن الصيام مدرسة عظيمة مباركة يتعلم فيها المسلم الكثير من الأمور الطيبة والخصال الحميدة، وأنه ليس مجرد الامتناع عن الأكل والشرب ،بل هو أعظم من ذلك بكثير، قال الله تعالى: (والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) (الأحزاب: 35). وقال تعالى: (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) (الحاقة: 24). قال وكيع رحمه الله وغيره: هي أيام الصوم, إذ تركوا فيها الأكل والشرب.

ودعا الشيخ الكليب المسلمين إلى ضرورة التحلي بحزمة من الآداب في هذا الشهر الفضيل وبيانها كالتالي:

1- الجود ومدارسة القرآن: الجود ومدارسة القرآن مستحبان في كل وقت، إلا أنهما آكد في رمضان، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان, حين يلقاه جبريل, وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ, يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة). رواه البخاري

وكما جاء في حديث زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائما كان له مثل أجره, غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء). رواه الترمذي

 النبي صلى الله عليه و سلم كان ( أجود الناس ) فقد كان صلى الله عليه و سلم كريماً معطاءً , يجود بالمال والعطاء بفعله و قوله يعطي صلى الله عليه و سلم عطاء من لايخشى الفقر ، قال الله تعالى( من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كثيرة وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾. [ سورة البقرة: 245 ]

حقا ..إن رمضان فرصة عظيمة للنهل من معين القران الكريم قراءة و حفظاً و تدبراً ، لقد أنزل القرآن في هذا الشهر العظيم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ). (سورة البقرة – الآية 185)

 

2-  حسن الخلق والسمت الحسن: لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً واضحاً لحسن الأخلاق في شهر رمضان ، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم).

ويقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم ودع أذى الخادم, وليكن عليك وقار وسكينة في يوم صومك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء).

وبذلك يرسم النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر هذا المثال أوضح المعاني على تأثُّر الصائم الكريم بالأخلاق الفاضلة، وهذا المعنى واضح جداً من سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين زكاه الله تعالى بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

3-  حفظ اللسان وكف الأذى: الصيام عبادة من أفضل القربات، شرعه الله تعالى ليهذب النفس، ويعودها الخير، فينبغي أن يتحفظ الصائم من الاعمال التي تخدش صومه، حتى ينتفع بالصيام، ويحصد التقوى التي ذكرها الله في قوله: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}. وليس الصيام مجرد إمساك عن الأكل والشرب، وإنما هو إمساك عن الأكل، والشرب، وسائر ما نهى الله عنه.

إن شهر رمضان الفضيل فرصة لكي نتدرب على حفظ اللسان عن الهذيان، والكذب، والغيبة، والنميمة، والفحش، والجفاء، والخصومة، والمراء وإلزامه السكوت، وشغله بذكر الله سبحانه، وتلاوة القرآن،  يقول أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه). رواه البخاري

وعند الطبراني من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه).

وجاء في صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رب قائم حظه من قيامه السهر. ورب صائم حظه من صيامه الجوع).

ومن صوم اللسان أيضا كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه، لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه.

4- المحافظة على السحور: ويبدأ وقته من منتصف الليل إلى أذان الفجر الثاني. والسحور حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وبين لنا عظيم ثوابه كما جاء في مسند الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السحور كله بركة فلا تدعوه, ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين).

ولهذه الوجبة المباركة فوائد صحية تعود على الإنسان الصائم بالنفع وتعينه على قضاء نهاره بالصوم في نشاط والحيوية ، وتمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، كما تساعد الصائم على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد، كما تمنعه من الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم ، وتناولها

ينشط الجهاز الهضمي، ويحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام، ومن فوائدها الروحية أنها تعين العبد المؤمن على طاعة الله عز وجل في في وقت السحر الذي ينزل فيه رب العالمين وينادي عباده.

5- تعجيل الإفطار: يستحب للمسلم تعجيل الإفطار ، فقد رغب في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله،  فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). رواه البخاري ومسلم، وإنما أحب التعجيل لما فيه من التيسير على الناس، وكره التأخير لما فيه من شبهة التنطع والغلو في الدين والتشبه بأهل الأديان الأخرى الذين كانوا يغلون في دينهم.

واختتم الشيخ على الكليب حديثه عن فضائل الشهر الفضيل بالأبيات التالية:

أتى رمضان مزرعة العباد.........لتطهير القلوب من الفساد                 

فأد حقوقه قولا وفعلا............  وزاده فاتخذه للمعاد

فمن زرع الحبوب وما سقاها....تأوه نادما يوم الحصاد

نسأل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺒﻠﻐﻨﺎ ﺭﻤﻀﺎﻥ أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وأن يبارك لنا فيه،  ﻭﺃﻥ ﻴﺘﻘﺒل ﻤﻨﺎ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ وقراءة القرآن الكريم، وحسن الفهم والتدبر، ﻭﺃﻥ ﻴﻌﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﻏﺽ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﻭﺤﻔﻅ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻤﻥ رحمائه وﻋﺘﻘﺎﺌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻴﺭﺍﻥ.
 

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت