تعد مجلة "الوعي الإسلامي" منبرا مستنيرا لطرح قضايا أمتنا الإسلامية ومناقشتها، كما تساهم في النهضة الفكرية والتنموية التي تتطلبها الأمة عبر خطاب شرعي معتدل يجمع كلمة المسلمين، ما جعلها منارة يقصدها طلاب العلم عموما، وطلاب الدراسات الأكاديمية العليا خصوصا، من مختلف البلاد العربية والإسلامية.
وقد تتابعت الرسائل العلمية عن مجلة "الوعي الإسلامي"، حيث سجل عدد من الطلبة العرب، رسائل لنيل شهادات الماجستير والدكتوراه، متخذين مساهمات المجلة موضوعا لهم.
وفي هذا الصدد، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المهندس فريد أسد عمادي، إن مجلة "الوعي الإسلامي"، التابعة لقطاع الثقافة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بما وفرته من معلومات مدققة وموضوعات أدبية رفيعة، كانت منهلا لنيل درجات علمية لعدد من الباحثين في الوطن العربي.
وأشار إلى أن "الوعي الإسلامي" حرصت في موادها على أن تكون رائدة في العمل الإسلامي محليا وعالميا، فرسالتها، المستمدة من رسالة وزارة الأوقاف، تقوم على ترسيخ قيم الوسطية والأخلاق الإسلامية، ونشر الوعي الديني والثقافي، والعناية بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وتعزيز الوحدة الوطنية، لتصبح عامل جذب لمزيد من الأبحاث العلمية، منها على سبيل المثال لا الحصر، دراسة لنيل درجة العالمية (الدكتوراه) في الأدب والنقد قدمها الباحث في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر محمد عبدالناصر العنتبلي، وكان موضوعها "القصة القصيرة في مجلة الوعي الإسلامي" وقد نال الدرجة العلمية بالفعل تحت إشراف كل من الأستاذ الدكتور علي أحمد الخطيب، أستاذ الأدب والنقد (رئيسا)، والأستاذ الدكتور عصمت محمد رضوان الأستاذ المساعد بقسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بجرجا، ودراسة أخرى لنيل درجة الماجستير قدمها الباحث راني بن عايد الثبيتي بكلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، تحت عنوان "مجلة الوعي الإسلامي ودورها في خدمة الثقافة الإسلامية"، وقد أمدت المجلة الطالب بما يحتاج إليه من كتب طبعتها وفهارس وكل ما طلبه لإعانته على إنجاز خطة بحثه.
وعن مجلة "براعم الإيمان"، التي خصصتها مجلة "الوعي الإسلامي" لمخاطبة الأطفال بأسلوب قصصي مصور شيق، يقول وكيل الأوقاف المهندس فريد عمادي إن "براعم الإيمان" حظيت بما حظيت به المجلة الأم (الوعي الإسلامي) من اهتمام طلبة العلم، فتحت عنوان "مجلات الأطفال الكويتية ودورها في بناء الطفل المسلم" نال الباحث طارق أحمد البكري درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، بعد أن أجازت بحثه كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية في بيروت ـ لبنان.
كذلك نالت الطالبتان ابتسام أفرور وإيمان أولاي درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها عن رسالتهما الجامعية بعنوان "القصص الموجه للأطفال في مجلة براعم الإيمان: دراسة تحليلية فنية" والمسجلة بجامعة "أمحمد بوقرة بو مرداس" في جمهورية الجزائر.
ومما لاشك فيه أن انجذاب الباحثين لمجلة الوعي الإسلامي هو نتيجة لتنمية المجلة للوعي الإسلامي بمفهومه الشامل، وتعزيز الانتشار الثقافي، وتأكيد الهوية، وتعزيز الشعور بالانتماء للأمة، وبناء نموذج متميز للإعلام الإسلامي الهادف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، والرد على الشبهات بالدليل العلمي، ودراسة المشكلات المعاصرة وطرح الحلول والبدائل، واستقطاب الكتاب والمحررين المتميزين لتطوير المجلة للأفضل، والاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق هذه الأهداف النبيلة.
لقد استطاعت مجلة "الوعي الإسلامي"، التي بلغت أعدادها 640 عددا، بفضل الله ثم بالجهود المخلصة للعاملين فيها، أن تتقدم لتعلن نفسها في مصاف المجلات العالمية التي انتشرت في ما يزيد على 30 دولة حول العالم، وتعلن أن إصداراتها العلمية والثقافية والاجتماعية والطبية قد تجاوزت 170 إصدارا.
يذكر أن اللبنة الأولى لمجلة "الوعي الإسلامي" وضعت بقرار مبارك من مجلس الوزراء الكويتي في 28 سبتمبر 1964م، لتشكل انطلاقة لنافذة إعلامية إسلامية وسطية تطل على أمتنا الإسلامية غرة كل شهر عربي، حاملة بين دفتيها تنوعا علميا تخصصيا وثقافيا واجتماعيا وحضاريا قل نظيره عند غيرها من المجلات العربية والعالمية، حيث مازالت المجلة تنتهج نهجها الوسطي منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان، إذ صدر عددها الأول غرة محرم عام 1385هـ الموافق لشهر مايو من عام 1965م.