أطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مشروع «تحصين» لتعزيز الوسطية، بمشاركة 5 جهات حكومية هي وزارات الشباب، والتربية والتعليم العالي، والإعلام، والشؤون والداخلية، معتبرة أن الحوار أجمل وسائل التواصل الإنساني.
وقال وكيل الوزارة فريد عمادي خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «الوزارة تحرص على تحصين الابناء من فكر الغلو والتكفير والتطرف، حيث إن الشباب في الكويت يمثل أكثر من 70 في المئة من المجتمع، لذا يجب علينا جميعاً ان نتكاتف لنحمي هذا الفئة من الافكار الدخيلة على المجتمع، من خلال تعزيزر الفكر الوسطي لديهم».
وأشار عمادي أن «الكويت لا تعاني من أي تطرف، وهذا المشروع يأتي لتحصين الشباب من أي فكر متطرف، قد يتسلل إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة للجميع»، مشيرا إلى أن «الجماعات المتطرفة والتكفيرية تجد ضالتها في هذه الوسائل».
وذكر ان المشروع يستهدف 10 آلاف طالب وطالبة في المؤسسات التعليمية الصف الثاني عشر، والكليات والمعاهد التطبيقية، جامعة الكويت، الجامعات الخاصة، من خلال إقامة 200 حلقة نقاشية وورش حوارية، والمشروع مستمر ولن يتوقف على الموسم الدراسي الحالي، مشيرا إلى أن جميع العاملين في المشروع متطوعون.
ولفت إلى ان «المشروع حملة وطنية وقائية تثقيفية، تهدف إلى توعية الشباب وغرس الانتماء والولاء وحب الوطن، ونبذ التطرف ونشر منهج الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتكفير، من خلال تزويد الطلاب والطالبات بمهارات علمية، في مجال نشر وتعزيز الوسطية ومواجهة الانحراف الفكري والسلوكي وتعميق مفاهيم الانتماء والمواطنة وتأصيلها شرعياً، وإكسابهم الخبرات اللازمة في الحوار مع الآخر وإشعارهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم وبلدهم وأمنهم، والحد من الوسائل التي تبعث على العنف والتشدد».
وعدد عمادي أهداف المشروع، وهي «تعزيز الانتماء وتعميق مفاهيمه لدى الطلاب وغرس قيم المواطنة، والتصدي للأفكار المنحرفة الواردة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، والتوعية بمفهوم الوسطية وتطبيقاتها في الحياة المعاصرة، والتعريف بمفهوم التطرف، وتعريف الطلاب بأهمية الوقت، وأسباب إضاعته، وكيفية الاستفادة منه، فيما يعود على الفرد والمجتمع بالنفع في الدنيا والآخرة، ومواجهة التحديات التي تواجه الشباب والتعامل معها بما يكفل المحافظة على قيمه وعاداته والقيم والآداب الإسلامية وعادات وتقاليد المجتمع، وتوعية الطلبة بأهمية الحوار باعتباره من أجمل وسائل التواصل الإنساني».
ومن جانبه، قال نائب المدير العام لشؤون التدريب في «التطبيقي» الدكتور طارق العميري، ان الهيئة العامة تضم ما يقارب 60 ألف طالب من جميع الفئات العمرية المختلفة، والمشروع هو الدرع الواقية للطلبة، حيث إنهم عرضة للوقع تحت تأثير الفكر المتطرف والمنحرف، لذلك سيكون له تأثير كبير في التصدي للغلو والتطرف.
وشدد رئيس الاعلام والصحافة في الحرس الوطني المقدم ركن الدكتور جدعان الشمري، على السعي «لتعاضد كافة مؤسسات الدولة لانجاح مشرع تحصين، لمحاربة التطرف والغلو في ظل تأثير وسائل التواصل المختلفة التي يقصدها ويتعامل مع الشباب، وكذلك الجماعات المتطرفة، لذا يجب توعية الشباب بالفكر الصحيح عن الإسلام، لانه دين وسطي وبعيد كل البعد عن الغلو والتطرف، ولكن كل هذه الافكار دخيلة علي الإسلام والمجتمع الكويتي والعربي».
وأشار إلى أن قيادة الحرس تعمل علي تطبيق الوثيقة الإستراتيجية 2020، التي تهدف إلى الأمن أولا من خلال توفير دعم لجميع المبادرات المدنية التي تعمل لخدمة المجتمع الكويتي في جميع مرافق الحرس الوطني، من خلال إقامة جميع الانشطة والورش التي تخدم المجتمع بشكل عام والتطرف والغلو بشكل خاص.
ومن جانبه، قال مدير مركز تعزيز الوسطية عبدالله الشريكة، إن تعزيز الوسطية ومحاربة التطرف مسؤولية كل فرد يعيش في البلاد، وليس وزارة الأوقاف ومركز الوسطية فقط، مشيرا إلى ان الفكر المتطرف دخيل على المجتمع الكويتي.
وبدوره، قال مدير التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع المقدم خالد الأيوب «نحن بحاجة لهذا المشروع الذي يحصن المجتمع من الأفكار الدخيلة والمتطرفة، التي تؤدي إلى هدم القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة».