أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عادل الفلاح حرص الكويت على رعاية المؤتمرات والمنتديات التي تجسد التعاون الوثيق، والترابط المتين بين مؤسسات الدولة وهيئاتها في بناء الأمة وتطوير كيانها، ورعاية حاجات أفرادها، وفقا للأسس والأطر التي جاء بها الاسلام.جاء ذلك في كلمة ناب فيها عن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية بالانابة الشيخ محمد الخالد في افتتاح مؤتمر الخليج الثالث لصناعة الحلال وخدماته صباح أمس في فندق الشيراتون.
وقال د.الفلاح ان هذا المؤتمر جاء ليكشف ويعالج العديد من المشكلات التي تتصل بموضوع صناعة الحلال وخدماته، لاسيما في ظل التسارع الحثيث، والتنافس المحموم في عالم التصنيع الغذائي والدوائي، الأمر الذي جر البعض الى التهاون في اقحام بعض المحرمات في العديد من المنتجات التي تستهلكها المجتمعات الاسلامية، طلبا للكسب المادي على حساب دين الانسان وصحته.
وأضاف ان هذا المؤتمر جاء بعنوان (مستجدات صناعة الحلال)، ليؤكد ان الشريعة الاسلامية بمرونتها تواكب المستجدات التي تطرأ على صناعة الحلال وخدماته، وهي في الوقت نفسه تراقب وتقوم هذه المستجدات وفق قواعد الشريعة وضوابطها الراسخة المتينة، المستمدة من نصوص الوحي المعصوم.
ومضى قائلا: من هذا المنطلق عليكم ان تدركوا أنكم قد تحملتم أمانة عظيمة، وتكبدتم مشقة البحث والتنقيب عما يحقق للمسلمين الحلال الطيب في شؤون معاشهم، ويجنبهم الخبيث الضار الذي يفسد عليهم دينهم، ويضعف أبدانهم، فالمسلمون ينتظرون وسد الثغرات في صناعة الحلال وخدماته، وأن تضعوا الحلول وتوجدوا الوسائل التي تكفل وتضمن تكامل وجودة صناعة الحلال، وأن تنتقلوا بالطرح من حال التنظير الى حال التطبيق والتنفيذ، من خلال تفعيل التوصيات التي خرجت وتخرج بها مثل هذه المؤتمرات.. ان اجتماعكم اليوم ضمن فعاليات هذا المؤتمر المبارك خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء كيان رقابي اسلامي على صناعة الحلال وخدماته، الا أنه يحتاج منكم الى أمرين مهمين لابد منهما ليحقق عملكم الصالح ثمرته، ويؤتي علمكم النافع ثمرته، وهما الاخلاص والصبر.
أبحاث الحلال
وقال مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري ان حجم صناعة ومنتجات الحلال يبلغ أكثر من تريليون دولار، يبلغ نصيب السوق الأوروبية منها 66 مليار دولار تخص الأطعمة الحلال دون المنتجات الأخرى، وان هذا التداول الكبير يفتح المجال واسعا أمام استثمار نوعي، يتطلب عناية أكبر بآليات الارتقاء بهذه الصناعة لزيادة تنافسيتها للمنتجات المثيلة الأخرى، وايجاد صيغة عالمية عبر اتفاقيات دولية لتسهيل مرور هذه المنتجات عبر الدول الأعضاء وتداولها بموجب أسس ومعايير ثابتة غير مختلف عليها حسب الرأي الشرعي والفقهي، وذلك يتطلب ايضا ايلاء البحث العلمي أهمية قصوى ليساهم في توحيد الأسس والمعايير ويقدم النتائج العلمية المرتبطة بصناعة الحلال.
واعلن د.المطيري ان معهد الكويت للأبحاث العلمية قد أدخل أبحاث الحلال ضمن برنامج الغذاء والانتاج العذائي، باعتبار ان هذه الصناعة مرتبطة بجودة الغذاء وصحة الانسان وان المعهد سوف يجري عددا من البحوث والدراسات العلمية المرتبطة بصناعة الحلال ووضع نتائجها في متناول القطاعات المستفيدة.
واضاف ان مشاركة المعهد في المؤتمر وورش العمل ومشاركته في عدد من الاجتماعات الدولية والاقليمية المتخصصة تؤكد على اهتمامه بوضع معايير الحلال واستشراف مستقبل صناعته.وان المعهد يقوم بدور مهم لمواكبة التطورات الحديثة في قطاع الصناعات الغذائية وجودة وسلامة الغذاء والحفاظ على الصحة العامة.
جودة المنتج
وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المساعد للشؤون الادارية والمالية ونائب رئيس اللجنة العليا للمؤتمر المهندس فريد العمادي ان الوزارة حريصة كل الحرص منذ سنوات على المشاركة في جميع الفعاليات الدينية والاجتماعية والعلمية وان هذا المؤتمر نموذج من نماذج كثيرة ناجحة ومبدعة، قامت بها الوزارة، وقدمت فيها رؤيتها، وبذلت فيها جهودها، وأعطتها الوقت والدعم والمتابعة الكافية.
وأشار في كلمة ناب فيها عن وكيل وزارة الأوقاف ان هذا المؤتمر يبحث باهتمام وعمق عدة قضايا مهمة، مثل التأصيل الشرعي لصناعة الحلال وخدماته، والمستجدات في القوانين المنظمة لصناعة الحلال، والحلال من منظور صحي، وعمليات التصديق على منتجات الحلال، والاستثمار في صناعة الحلال.
وأضاف ان وصول هذا المؤتمر الى قرارات سديدة وتوصيات رشيدة، نجاح للجانب الشرعي والجانب الصحي، وهو نجاح كذلك على صعيد خدمة وصناعة الحلال، في الأسواق المحلية والعالمية، يساعد على ضمان جودة المنتج بصورة متكاملة وفق معايير الحلال الشرعية المتفق عليها، كما يساعد على زرع الثقة المتبادلة بين المستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
مهارات التدقيق
نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية دورة «مهارات التدقيق على النقاط الحرجة في صناعة الحلال» ضمن فعاليات المؤتمر واستهلها مدير ادارة الافتاء في الوزارة تركي المطيري بقوله ان الحضارة الاسلامية المعاصرة تقف على مفترق طرق التسابق بين الحضارات المؤثرة في مسارات العالم، لرفع مستوى النهضة التي وصلت اليها الأمم في مشارق الأرض ومغاربها، ذلك ان القدرة على الانتاج المتميز الخالي من العيوب والنقائص والأخطاء هي جودة العمل، وقمة الجودة هي الاتقان بما يقرب من تمام وكمال الفعل بقدر الامكان.
واضاف ان تواصل ادارة الافتاء، بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية، مع شرائح المجتمع كافة بشتى الوسائل والطرق الشرعية الناجحة، يعتبر من أهم أولوياتنا في هذه المرحلة من مراحل خدمة وطننا الغالي الكويت، اذ ان تواصلنا مع قضايا أمتنا الحيوية يعد شرطا ضروريا وشاملا للرقي بمفاهيم الأمة واطلاع الناس على الحقائق التي تمس حياتهم اليومية، لاسيما ان موضوع صناعة الحلال وخدماته والنظر الدقيق في مستجداته يعد من أهم قضايانا الاسلامية.
الوطن : 14/05/2014