خطبة عيد الأضحى المبارك المذاعة والموزعة
بتاريخ 10 من ذي الحجة 1443هـ - الموافق 9 / 7 / 2022م
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران 102].
أَمَّا بَعْدُ:
فَيَا عِبَادَ اللهِ، هَا قَدْ مَنَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا بِبُلُوغِ الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ خَيْرِ أَيَّامِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَهَا نَحْنُ فِي يَوْمٍ عَظِيمٍ مِنْ أَيَّامِ اللهِ، وَهُوَ يَوْمُ النَّحْرِ وَيَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، وَهُوَ أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ، وَيَتْلُوهُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، وَكُلُّهَا عِيدُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ؛ فَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ؛ عِيدُنَا -أَهْلَ الْإِسْلَامِ-، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ].
الْيَوْمُ -يَا عِبَادَ اللهِ- يَوْمُ الذِّكْرِ وَالشُّكْرِ، يَوْمُ الذَّبْحِ وَالنَّحْرِ، وَأَكْثَرُ أَعْمَالِ الْحُجَّاجِ تَكُونُ فِيهِ، نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْهُمْ، وَفِيهِ هَذِهِ الصَّلَاةُ الْعَظِيمَةُ لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ، وَبَعْدَهَا يَتَقَرَّبُونَ لِلَّهِ تَعَالَى بِالضَّحَايَا. فَمَا أَعْظَمَ فَضْلَ اللهِ تَعَالَى عَلَيْنَا! وَمَا أَشَدَّ رَحْمَتَهُ بِنَا! إِذْ هَدَانَا إِلَى مَا يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ، فَلَهُ الْحَمْدُ دَائِمًا وَأَبَدًا.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
إِنَّ مِنْ أَسْمَى مَعَانِي الْعِيدِ: الدَّعْوَةَ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِالتَّوْحِيدِ، الَّذِي هُوَ حَقُّ اللهِ عَلَى الْعَبِيدِ، وَالتَّحْذِيرَ مِنَ الشِّرْكِ وَالتَّنْدِيدِ؛ وَلِأَجْلِ هَذَا يَرْفَعُ الْعِبَادُ أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ، لِإِفْرَادِهِ بِالتَّعْظِيمِ وَالْعِبَادَةِ دُونَ مَا سِوَاهُ، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162]، وَالتَّوْحِيدُ -عِبَادَ اللهِ- أَعْظَمُ الْحَسَنَاتِ، وَالشِّرْكُ بِاللهِ أَعْظَمُ السَّيِّئَاتِ؛ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، فَالشِّرْكُ بِاللهِ مُحْبِطٌ لِلْعَمَلِ، مُخَلِّدٌ لِصَاحِبِهِ فِي النَّارِ، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة:72]، فَلَا تَرْجُ بِعِبَادَتِكَ إِلَّا وَجْهَ اللهِ، لَا تَبْغِ بِهَا مَخْلُوقًا، وَلَا تَرْجُ بِهَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، وَلَا تَذْبَحْ إِلَّا لِلَّهِ، وَلَا تَسْجُدْ إِلَّا لِلَّهِ، وَلَا تَحْلِفْ إِلَّا بِاللهِ، وَتَجَنَّبِ الشِّرْكَ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ، وَاحْذَرْ مِنَ التَّطَيُّرِ وَالتَّشَاؤُمِ وَالتَّمَائِمِ، وَالسِّحْرِ وَمَظَاهِرِهِ وَالذَّهَابِ لِلْعَرَّافِينَ وَالْكُهَّانِ، وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:69].
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ:
لَقَدْ وَعَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحَابَتَهُ بِمَوْعِظَةٍ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، كَمَا فِي حَدِيثِ الْعِرْبَاضِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الَّذِي رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ، فَقَدْ سَأَلُوهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَصِيَّةَ، فَأَوْصَاهُمْ بِوَصَايَا جَلِيلَةٍ، مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا، وَمَنْ تَنَكَّبَ عَنْهَا هَلَكَ، خُصُوصًا عِنْدَ حُدُوثِ الْفِتَنِ وَالشُّبُهَاتِ، وَتَكَاثُرِ الْمُغْرِيَاتِ وَالشَّهَوَاتِ، فَأَوْصَاهُمْ أَوَّلًا: بِتَقْوَى اللهِ؛ بِأَنْ تَجْعَلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَضَبِ اللهِ وَنَارِهِ وَعِقَابِهِ وِقَايَةً، فَعَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَلْزَمَ الطَّاعَاتِ، وَمِنْهَا الصَّلَاةُ، وَلَا يَتَسَاهَلَ فِيهَا؛ فَإِنَّهَا عِمَادُ الْإِسْلَامِ، وَيُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ، وَعَلَيْهِ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَالْإحْسَانِ إِلَى الْأَيْتَامِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَإِيَّاهُ وَقَتْلَ النَّفْسِ الْمُحَرَّمَةِ وَالرِّبَا، وَفِعْلَ الْفَحْشَاءِ كَالزِّنَا، وَغَيْرِهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْمُوبِقَاتِ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
ثُمَّ أَوْصَاهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَهُوَ أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الْإِسْلَامِ، وَحَثَّ عَلَيْهِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ سَيِّدُ الْأَنَامِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ سَدِّ أَبْوَابِ الْفَوْضَى وَالْفِتَنِ، وَبِمُخَالَفَتِهِ ذَهَابُ الْأَمْنِ وَانْتِشَارُ الْمِحَنِ؛ فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلْأَئِمَّةِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَحُثُّ عَلَى الصَّبْرِ عَلَى جَوْرِهِمْ، وَيُحَرِّمُ الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ، وَيُرَغِّبُ فِي إِكْرَامِهِمْ وَتَوْقِيرِهِمْ، وَالدُّعَاءِ لَهُمْ، وَتَوْجِيهِ النَّصِيحَةِ إِلَيْهِمْ بِالرِّفْقِ وَالسِّرِّ مَعَ جَمْعِ القُلُوبِ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَكُونَ المُسْلِمُونَ يَدًا وَاحِدَةً؛ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا؛ فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
ثُمَّ أَخْبَـرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ مَنْ طَالَ بِهِ الزَّمَنُ، فَسَيَرَى الِاخْتِلَافَ وَالْفِتَنَ، فَأَوْصَاهُمْ بِالتَّمَسُّكِ بِالسُّنَنِ، وَالسَّيْرِ عَلَى دَرْبِ الصَّحَابَةِ، وَالتَّمَسُّكِ بِسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ؛ فَالسَّيْرُ عَلَى السُّنَّةِ، وَعَلَى هَدْيِ سَلَفِ الْأُمَّةِ - طَرِيقُ اللهِ إِلَى الْجَنَّةِ؛ فَقَدْ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ النَّجَاةِ: الْحَذَرَ مِنَ الْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ، وَمُجَانَبَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْخُرَافَاتِ، «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»، وَقَدْ كَثُرَتْ فِي هَذِهِ الْأَزْمَانِ الْفِرَقُ الضَّالَّةُ، وَالْمَنَاهِجُ الضَّيِّقَةُ الْمُنْحَرِفَةُ، فَاحْذَرُوا مِنْهَا غَايَةَ الْحَذَرِ؛ فَفِي اتِّبَاعِهَا الشَّرُّ وَالضَّرَرُ، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الْأَمِينُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ كَمَا أَمَرَكُمْ، يَزِدْكُمْ مِنْ فَضْلِهِ كَمَا وَعَدَكُمْ.
اللهُ أَكْبَـرُ اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ:
اتَّقِي اللهَ تَعَالَى فِي وَاجِبَاتِكِ، وَأَحْسِنِي إِلَى زَوْجِكِ بِالْعِشْرَةِ الطَّيِّبَةِ، وَإِلَى أَوْلَادِكِ بِالتَّرْبِيَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ النَّافِعَةِ، وَاحْفَظِي زَوْجَكِ فِي عِرْضِهِ وَمَالِهِ وَبَيْتِهِ، وَارْعَيْ حُقُوقَ وَالِدَيْهِ وَأَقَارِبِهِ وَضَيْفِهِ وَجِيرَانِهِ؛ فَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا : ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ»، وَاحْذَرِي دُعَاةَ الرَّذِيلَةِ وَأَهْلَ الْفُجُورِ؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ زِينَتُهَا فِي دِينِهَا، وَجَمَالُهَا فِي حَيَائِهَا. كَمَا عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يَتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّهُنَّ أَسِيرَاتٌ عِنْدَكُمْ، فَارْفُقُوا بِهِنَّ وَأَحْسِنُوا عِشْرَتَهُنَّ.
اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ.
عِبَادَ اللهِ:
لَقَدْ شَرَعَ اللهُ لَنَا الْأُضْحِيَّةَ فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ، مَعَ الذِّكْرِ وَفِعْلِ الْخَيْرِ؛ عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ في يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِـعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]. فَاشْكُرُوا اللهَ وَاحْمَدُوهُ عَلَى نِعَمِهِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، وَاجْعَلُوا عِيدَكُمْ، عِيدَ طَاعَةٍ وَشُكْرَانٍ، وَلَا تُكَدِّرُوهُ بِالذُّنُوبِ وَالْعِصْيَانِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، رَبَّنَا ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَالضَّرَّاءَ وَالْبَأْسَاءَ، وَأَدِمْ عَلَيْنَا النِّعَمَ، وَادْفَعْ عَنَّا النِّقَمَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ حَجَّ الحَاجِّينَ وَسَعْيَ السَّاعِينَ، اللَّهُمَّ وَآتِهِمْ مَا وَعَدْتَهُمْ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، وَطَهِّرْهُمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ، وَأَرْجِعْهُمْ مِنْهَا كَمَا وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ، وَرُدَّهُمْ إِلَى أَهْلِيهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا الصَّالِحَةَ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا سَعِيدًا، وَعَمَلَنَا صَالِحًا رَشِيدًا، وَأَعِدْ هَذَا العِيدَ عَلَى بِلَادِنَا وَأَمِيرِنَا وَوَلِيِّ عَهْدِهِ بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة