خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 6 من جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 8 / 11 / 2024م
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. وَاعْتَصِمُوا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَإِنَّ خَيْرَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ رَسُولِ اللهِ ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ شَأْنُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ؛ هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِالْخَيْرِ وَالْعَطَاءِ، وَالْمُتَفَضِّلُ بِالْكَرَمِ وَالنَّعْمَاءِ، يَرْزُقُ عِبَادَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالْإِعْلَانِ وَالْإِسْرَارِ؛ فَالْخَيْرُ كُلُّهُ مِنْهُ، وَالْفَضْلُ يَعُودُ إِلَيْهِ؛ قَالَ تَعَالَى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر:3]، وَقَالَ تَعَالَى: وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً [لقمان:20]، فَنِعَمُ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ مِدْرَارَةٌ عَظِيمَةٌ، وَأَفْضَالُهُ عَلَيْهِمْ كَثِيرَةٌ عَمِيمَةٌ، وَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَتَقَلَّبُ فِي نِعَمِ اللَّهِ وَآلَائِهِ، وَيَتَنَعَّمُ بِالْخَيْرِ وَالرِّزْقِ مِنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ؛ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [النحل:18].
وَإِنَّ مِنْ حُسْنِ الْإِسْلَامِ وَكَمَالِ تَوْحِيدِ رَبِّ الْأَنَامِ: نِسْبَةَ النِّعَمِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَالِاعْتِرَافَ لَهُ بِهَا، وَشُكْرَهُ عَلَيْهَا وَحَمْدَهُ؛ قَالَ تَعَالَى: وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، وَقَدْ وَعَدَ الْمَوْلَى عِبَادَهُ الشَّاكِرِينَ بِالْجَزَاءِ الْحَسَنِ؛ فَقَالَ: وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ [آل عمران:145]، وَأَكْرَمَهُمْ بِالزِّيَادَةِ فِي الْعَطَاءِ؛ فَقَالَ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7].
فَالْوَاجِبُ عَلَى الْعِبَادِ شُكْرُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ بِالْقُلُوبِ وَالْأَلْسُنِ وَالْجَوَارِحِ، فَلَا يَكُونُ الشُّكْرُ بِاللِّسَانِ فَقَطْ، كَمَا قِيلَ:
أَفَادَتْكُمُ النَّعْمَاءُ مِنِّي ثَلَاثَةً يَدِي وَلِسَانِي وَالضَّمِيرَ الْمُحَجَّبَا
عِبَادَ اللهِ: فَالشُّكْرُ بِالْقَلْبِ إِنَّمَا يَكُونُ بِالِاعْتِرَافِ وَالْيَقِينِ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْمُنْعِمُ الْحَقِيقِيُّ؛ قَالَ تَعَالَى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل:53]، فَكُلُّ خَيْرٍ يُصِيبُ الْعَبْدَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ اللَّهِ وَحْدَهُ، وَمَتَى تَحَقَّقَ ذَلِكَ فِي الْقَلْبِ؛ أَوْرَثَ صَاحِبَهُ مَحَبَّةَ اللَّهِ وَالرِّضَا بِهِ وَالْإِيمَانَ الْمُوجِبَ لِدُخُولِ الْجِنَانِ؛ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (ذِكْرُ النِّعْمَةِ يُوَرِّثُ الْحُبَّ لِلَّهِ).
وَأَمَّا الشُّكْرُ بِالْجَوَارِحِ؛ فَإِنَّمَا يَكُونُ بِالْعَمَلِ بِنِعَمِ اللَّهِ فِي طَاعَتِهِ وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ، فَيَسْتَعْمِلُ الْعَبْدُ جَوَارِحَهُ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا فِيمَا يُرْضِيهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَيُجَنِّبُهَا مَا يُسْخِطُهُ وَيُغْضِبُهُ؛ فَالْعَمَلُ بِالْخَيْرِ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الشُّكْرِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سبأ:13]، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي تَفْسِيرِهَا: (اعْمَلُوا شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ)، وَهَكَذَا كَانَ النَّبِيُّ ؛ فَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: «قَامَ النَّبِيُّ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ! قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: (الشُّكْرُ تَقْوَى اللَّهِ وَالْعَمَلُ بِطَاعَتِهِ ) ، فَالْعَبْدُ مَطَالَبٌ بِشُكْرِ اللَّهِ تَعَالَى بِجَوَارِحِهِ كُلِّهَا، فَيَسْتَعْمِلُهَا فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَيُبْعِدُهَا عَنِ الْعَمَلِ بِمَعْصِيَتِهِ، رَأَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ رَجُلًا يَتَبَخْتَرُ فِي مِشْيَتِهِ، فَقَالَ: (لِلَّهِ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ نِعْمَةٌ، اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ يَتَقَوَّى بِنِعَمِكَ عَلَى مَعْصِيَتِكَ).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَأَمَّا الشُّكْرُ بِاللِّسَانِ؛ فَإِنَّمَا يَكُونُ فِي نِسْبَةِ النِّعَمِ إِلَى اللَّهِ، وَالتَّحَدُّثِ بِهَا عَلَى وَجْهِ الِاعْتِرَافِ وَالشُّكْرِ، مِنْ غَيْرِ فَخْرٍ وَلَا كِبْرٍ وَلَا ضَرَرٍ؛ مَدْحًا لِلْمُتَفَضِّلِ بِهَا وَثَنَاءً عَلَيْهِ، وَنَشْرًا لِأَفْضَالِهِ وَاعْتِرَافًا بِمَحْضِ جُودِهِ وَإِحْسَانِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11]؛ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ عَلَى الْمِنْبَرِ: »مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ، لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ، التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ« [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ]، وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: (إِذَا أَصَبْتَ خَيْرًا فَحَدِّثْ إِخْوَانَكَ)، وَيَقُولُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ؛ فَإِنَّ ذِكْرَهَا شُكْرٌ)، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: (كَانَ يُقَالُ: تَعْدَادُ النِّعَمِ مِنَ الشُّكْرِ).
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ: فَالشُّكْرُ -عِبَادَ اللَّهِ- مِنْ أَجَلِّ الْعِبَادَاتِ وَأَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ، وَمِنْ خَيْرِ مَا يَسْتَزِيدُ مِنْهُ الْعَبْدُ وَيَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى زِيَادَةِ رِزْقِهِ. وَإِنَّ مِمَّا يَقَعُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مِمَّا هُوَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ الْمَذْمُومَةِ: نِسْبَةَ النِّعَمِ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ؛ قَالَ تَعَالَى ذَامًّا الْكَافِرِينَ: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا [النحل:53] قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي تَفْسِيرِهَا: (هُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: لَوْلَا فُلَانٌ؛ أَصَابَنِي كَذَا وَكَذَا، وَلَوْلَا فُلَانٌ؛ لَمْ أُصِبْ كَذَا وَكَذَا).
وَنِسْبَةُ النِّعَمِ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ وَالْتِفَاتُ الْقُلُوبِ إِلَيْهِمْ: مِنَ الشِّرْكِ الْخَفِيِّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:22] قَالَ: (الْأَنْدَادُ هُوَ الشِّرْكُ، أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى صَفَاةٍ سَوْدَاءَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ: وَاللَّهِ وَحَيَاتِكِ يَا فُلَانَةُ وَحَيَاتِي. وَيَقُولَ: لَوْلَا كَلْبَةُ هَذَا لَأَتَانَا اللُّصُوصُ، وَلَوْلَا الْبَطُّ فِي الدَّارِ لَأَتَى اللُّصُوصُ، فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ بِهِ شِرْكٌ) [رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي التَّفْسِيرِ]، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: «صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ، عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ – أَيْ مَطَرٍ - كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: عَدِّدُوا نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَتَحَدَّثُوا بِهَا، وَذَكِّرُوا بِهَا أَهْلِيكُمْ وَأَوْلَادَكُمْ وَأَصْحَابَكُمْ، تَحَدَّثُوا بِنِعْمَةِ التَّوْحِيدِ وَالسُّنَّةِ، وَنِعْمَةِ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ، وَنِعْمَةِ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَالْمُعَافَاةِ، تَحَدَّثُوا بِنِعْمَةِ الْمَالِ وَالرَّخَاءِ، وَالْوَالِدَيْنِ وَالْأَوْلَادِ وَالْإِخْوَانِ، أَظْهِرُوا نِعَمَ اللَّهِ وَآلَاءَهُ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى فَضْلِهِ وَجُودِهِ وَإِحْسَانِهِ؛ جَلَسَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ يتَذَاكَرَانِ النِّعَمَ: (أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْنَا فِي كَذَا، أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْنَا فِي كَذَا)، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ وَتَرَكُوا شُكْرَهُ؛ قَالَ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ [غافر:61] .
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْغُرَرِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْمَحْشَرِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِلْمُسْلِمِينَ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّـتِـينَ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِينَ، وَاصْرِفْ عَنَّا كُلَّ شَرٍّ وَسُوءٍ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمَا فِي رِضَاكَ، وَأَلْبِسْهُمَا ثَوْبَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَالْإِيمَانِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة