عناصر الخطبة المذاعة
خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 12 من جمادى الآخرة 1446 هـ - الموافق 13 / 12 / 2024م
أَوْلِيَاءُ الله
- وَلِيُّ اللَّهِ هُوَ: الْعَالِمُ بِاللَّهِ، الْمُتَقَرِّبُ إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ، الْمُسْتَقِيمُ عَلَى أَمْرِهِ، الْمُخْلِصُ فِي عِبَادَتِهِ، فوَلِيُّ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ وَصْفَيْنِ عَظِيمَيْنِ: الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى، فَجَمَعَ اللَّهُ لَهُ الْبُشْرَى فِي الدُّنْيَا وَالْأُخْرَى، عَظَّمُوا اللَّهَ فِي قُلُوبِهِمْ خَوْفًا وَمَحَبَّةً وَإِجْلَالًا؛ فَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَعَظَّمَهُمْ فِي قُلُوبِ النَّاسِ.
- مَتَى امْتَلَأَ الْقَلْبُ مَحَبَّةً لِلَّهِ تَعَالَى وَتَعْظِيمًا زَالَ مِنْ قَلْبِهِ كُلُّ مَا سِوَى مَوْلَاهُ، وَلَمْ يَبْقَ لِلْعَبْدِ شَيْءٌ مِنْ نَفْسِهِ وَهَوَاهُ، وَلَا إِرَادَةَ إِلَّا لِمَا يُرِيدُهُ مِنْهُ مَوْلَاهُ.
- تَعْظُمُ مَنْزِلَةُ هَذَا الْوَلِيِّ حَتَّى إِنَّ اللَّهَ- تَعَالَى- يَكْرَهُ أَذَاهُ وَمَسَاءَتَهُ؛ فَالْمَوْتُ حَقٌّ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى الْبَشَرِ، وَالْبَشَرُ يَكْرَهُونَ الْمَوْتَ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ وَالْكَرْبِ، فَيَرْحَمُ اللَّهُ أَوْلِيَاءَهُ وَيَلْطُفُ بِهِمْ، وَيُشْفِقُ عَلَيْهِمْ، وَيُحْسِنُ لَهُمُ الْخِتَامَ.
- الْخَطَأُ الْكَبِيرُ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ الْكَثِيرُ أنه يُهْمِلُ الْفَرَائِضَ وَيَجْتَهِدُ فِي النَّوَافِلِ؛ فإِنَّ الْفَرَائِضَ أَفْضَلُ وَأَعْظَمُ، تَجِدُ بَعْضَ النَّاسِ يُحَافِظُ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ، وَيَتَنَفَّلُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ لَكِنَّهُ يُهْمِلُ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةَ بَقِيَّةَ الْعَامِ، وَرُبَّمَا تَصَدَّقَ عَلَى الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ، لَكِنَّهُ لَا يَجْتَنِبُ الطُّرُقَ الْمُحَرَّمَةَ فِي كَسْبِهِ مِنْ رِبًا وَغِشٍّ وَخَدِيعَةٍ! فَمَنْ حَافَظَ عَلَى النَّوَافِلِ، وَأَهْمَلَ الْفَرَائِضَ فَقَدْ خَرَجَ عَنْ وِلَايَةِ اللَّهِ تَعَالَى.