ذكر وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د. عادل الفلاح ان منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي انعقد في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة في التاسع من شهر مارس العام الماضي قد حقق بفضل الله تعالى نجاحا متميز في ملتقاه الأول بفضل اسهام العلماء الراسخين فقد اصبح المنتدى محل اهتمام المنتديات الفكرية والهيئات الدولية لكونه يطمح الى تأصيل وتوصيل الاطار العلمي والفكري لنشر السلم في المجتمعات المسلمة، انطلاقا من فهم نصوص الشرع في تكاملها ومقاصدها واستحضار للسياقات التاريخية لنزولها وورودها، وتنزيلها على وقاع الأمر في ضوء كليات الشريعة ومقاصدها.
وأوضح الفلاح ان مشاركته في هذا المنتدى والذي سيقام في 28 حتى 30 من شهر ابريل عام 2015 في ابوظبي بغرض استئناف الجهود والتي بذلت في المنتدى الاول فضلا على أهمية السلم في مجتمعاتنا الاسلامية، وتستهدف الورشة توظيف خبرة الشباب المتمردين في تقنيات التواصل الالكتروني في خدمة مشروع تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ايمانا من القائمين على هذا المنتدى بتفعيل دور المؤسسات العلمية والتربوية والمنتديات الفكرية في المجتمعات المسلمة واستثمار تلك الطاقات والخبرات في خدمة السلم في العالم الاسلامي، مشيرا الى اهمية دور الشباب ومشاركتهم في المنتدى ليكونوا مصابيح تنير للناس طريق الخير بدلا ان يكونوا وقودا للفتن العمياء فضلا على أنا نأمل ان يكون الملتقى الثاني فرحته جديدة لتبادل الرأي بين العلماء والمفكرين والباحثين بغرض تقديم رؤى وبدائل جديدة تسهم في تأصيل ثقافة السلم في الأوساط العلمية والمؤسسات البحثية واشاعتها في المجتمعات المسلمة قيما وسلوكاً.
وأردف الفلاح انه ستقام ورشتي عمل في منتدى تعزيز السلم للمجتمعات المسلمة الورشة الاولى ستطرح المفاهيم العلمية النظرية وبحث ما ستقدمه الجامعات الاسلامية لمشروع تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بالنظر الى المكانة الرائدة لهذه المؤسسات التعليمية وما لها من اثر واضح في توجيه شباب الامة نحو طريق الصواب من جهة ولاقتدارها من جهة ثانية على توجيه البحث العلمي في الدراسات الشرعية وجهة تنفى عن التراث الاسلامي ما علق به من أقوال وتوجيهات شذت عن منهج الوسطية والاعتدال والسماحة، وعلى استبصار ما يحتاجه مشروع تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة من رسم للتوجيهات وتحديد للاوليات وبحث القضايا المعاصرة والعمل على تأهيل العقول والنفوس لإدراك محورية السلم في ديننا الاسلامي الحنيف.
ونوه الفلح ان الورشة الثانية سيطرح فيها موضوع تصحيح وترشيد المفاهيم المرتبطة بتعزيز السلم، لان المفاهيم الشرعية يساء فهمها اذا اختل احد عناصر تكويناتها سواء كان مدلولا لغويا او شرعيا او مقاصدها او واقعا لذا كان من اولويات مهام علماء الامة ومفكريها وباحثيها اليوم التصدي لاستعمالات قاصرة لمفاهيم لم تستوعب في علاقتها بمقاصد الرسالة النبوية الشريفة وبسياق تكوين الأمة وحفظ تماسكها الداخلي وأمنها الخارجي لان الامن والامان من اهم ما يحتاجه الانسان بغرض التعايش السلمي.
وأضاف الفلاح ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية لها دورها الريادي في المحافل الدولية والاقليمية على الصعيدين المحلي والعالمي ومشاركتنا في المنتدى الذي سيقام في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة له ابعاد في خدمة المجتمعات الاسلامية وشعوب العالم اجمع. مضيفا ان تأسيس تيار السلم في المجتمعات المسلمة في هذه الفترات الحرجة التي يمر بها العالم الاسلامي هو من الواجبات وفق تعاليم احكام الاسلامي بصفتها من العناصر التي تشكل عمق الثقافة والقيم والسلوك في هذه المجتمعات وهي التي تمد الجسور بينها وبين الحكمة الانسانية والقيم التي تناضل البشرية جمعاء من اجلها والعيش في ظلالها.
النهار - 23-4-2015