06 يوليو 2025 | 11 محرم 1447
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الصانع: الكويت دأبت على استضافة المؤتمرات العلمية لتجسيد التعاون الوثيق بين الدول العربية والاسلامية

22 مارس 2015

1

في كلمة القاها نيابة عن سمو الأمير في أفتتاح الدورة الـ 22 لمجمع الفقه الإسلامي
الصانع: الكويت دأبت على استضافة المؤتمرات العلمية لتجسيد التعاون الوثيق بين الدول العربية والاسلامية

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أمير البلاد انطلقت صباح أمس أعمال مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته الثانية والعشرين التي تستضيفها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حتى الأربعاء المقبل في فندق كراون بلازا.
وألقى وزير العدل وزير الأوقاف يعقوب عبد المحسن الصانع كلمة حضرة صاحب السمو قال فيها : إنه لمن دواعي سروري أن أقف بين أيديكم أيها العلماء في افتتاح مؤتمر الدورة الثانية والعشرين لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي لمنظمة التعاون الإسلامي والذي تحتضنه هذه السنة دولة الكويت ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ : صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه.
وأوضح الصانع : لقد دأبت دولة الكويت دائما من خلال مؤسساتها الدينية والعلمية على استضافة المؤتمرات العلمية ورعاية الندوات الفكرية التي تجسد التعاون الوثيق بين الدول العربية والإسلامية والترابط المتين بين مؤسساتها ؛ لبحث قضاياها المشتركة وتناول مستجداتها المهمة والمصيرية ؛ وفق الأسس والإطار التي جاء بها هذا الدين العظيم انطلاقا من قولة تعالى ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).
وتابع الصانع : انه لا يخفى عليكم دورة الشريعة الإسلامية في إيجاد الحلول للمشكلات التي تعاني منها المجتمعات المعاصرة ودور الفقه الإسلامي بمرونته وسعته في بيان أحكام المسائل المستحدثة والنوازل المستجدة وتقديم الأجوبة الشافية لها ؛ كما قال تعالى عن كتابه: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) . مشيرا إلى إن هذا المؤتمر المبارك جاء ليبحث العديد من الموضوعات الحاسة والمهمة التي تحتاج الأمة لمعرفة حكم الشرع فيها ورأي فقهاء الشريعة وعلماء الدين حيالها والتي لا ينبغي لآحاد العلماء – فضلا عن آحاد الناس – أن ينفرد برأي فيها ؛ بل تحتاج لمجمع فقهي يجمع علماء الأمة من مختلف ول العالم الإسلامي؛ لأنها من الموضوعات الكبيرة والمسائل الخطيرة ؛ التي أمر الله تعالى بردها إلى مجامع الفقهاء ومؤسسات الإفتاء.
و اردف الصانع قائلا: إن من أهم المؤسسات الفقهية التي تحملت هذه الأمانة وقامت بهذا الدور في هذا العصر : مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي يمثل المرجعية الشرعية للعالم الإسلامي في هذا المجال في الوقت الحاضر ؛ وذلك من خلال متابعته للمسائل المستجدة والمشكلات المعاصرة وإيجاد الآليات لمعالجتها وتقديم الحلول المناسبة لها.
وأفاد إن أهمية هذا المؤتمر في دورته الثانية والعشرين تأتي من خلال القضايا والمسائل المطروحة فيه؛حيث يبحث المجمع ما يزيد على الثلاثين موضوعا ما بين قضايا سياسية واقتصاديةواجتماعيةوطبيةوغيرها من القضايا ؛التي يؤكد تناولها أن الشرعية الإسلامية بمرونتها تواكب المستجدات التي تطرأ، وهي في الوقت نفسه تراقب وتقاوم هذه المستجدات وفق قواعد الشريعة وضوابطها الراسخة المتينة المستمدة من نصوص الوحي المعصوم.
وأضاف: ومن هذه المناطق عليكم أن تدركوا معاشر الفقهاء و العلماء: أنكم باجتماعكم اليوم قد تحملتم أمانة عظيمةوتكبدتم مشقة كبيرة في سبيل تقديم الحلول الشرعية المناسبة لقضايا الأمة الشائكة ومسائلها المصيرية ونوازلها المستجدة وان هذا يحتاج منكم إلى أمرين مهمين لا بد منهما ليحقق عملكم الصالح فائدته ويؤتي عملكم النافع ثمرته ؛ وهما : الإخلاص والصبر؛ كما قال تعالى : ( والعصر (1) إن الإنسان لفي خسر(2) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق وتواصوا بالصبر ). متمنياً أن يكلل المولى عز وجل جهودكم بالنجاح وأن يسدد مساعيكم لتقديم الرؤى والتوصيات التي تعين الأمة على تحقيق ما يرضى ربها ويحفظها من كل ما يخل بأمر دينها ودنياها.
وفي كلمة للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أياد أمين مدني والتي ألقاها نيابة عنه مستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أحمد البسيط قال أن هذا الاجتماع الذي ينظمه مجمع الفقه الإسلامي الدولي ، والذي يعتبر وفق ما قررته مؤتمرات القمة الإسلامية، المرجعية الفقهية للأمة ، يحمل وبخاصة في هذه الأيام مسؤوليات كبرى في مواجهة ما تتعرض له الأمة من تحديات ومشكلات وأنتم أصحاب الفضيلة تجتمعون فيه باسم الإسلام ، ومن أجل بيان أحكام الشريعة للناس، متوحدين في أهدافكم وغايتكم النبيلة من أجل مجتمع إسلامي متمسك بعقيدته عامل بهدي نبيه الكريم صل الله عليه وسلم.
وذكر مخاطباً الحضور من العلماء والفقهاء أنكم تتابعون بكل تأكيد ما تمر به أمتنا من مشكلات وما تواجه من مخاطر وتحديات تتمثل في الداخل في تطرف فكري أعمى، وتعصب مذهبي وتخندق طائفي ، إذا لم يتوقف لأدي لا سمح الله إلى تقويض وحدة الأمة وطمس هويتها ، وأخرى تقودها من الخارج أحقاد تسعى إلى الذهاب بهوية الأمة ، وأطماع غايتها السيطرة والهيمنة على مقدرتها ، ونهب ثرواتها وتعطيل مسيرتها.
وزاد: إن القدس الشريف يتعرض لهجمة شرسة من الكيان الصهيوني تهدف إلى طمس معالمها وإفقادها الهوية العربية الإسلامية ، ولذا فإن زيارة القدس ومسجدها المبارك للتعرف على المدينة المقدسة والتواصل مع أهلها سيؤكد لقوات الاحتلال والعالم أحقية المسلمين الدائمة بهذا المكان المقدس.
وأشار إلى أنه عند مناقشة قضايانا ومستجداتنا نحن ننطلق من مبادئ ديننا ، وأصول شريعتنا ، مستحضرين الواقع الذي نعيشه ، مراعين الغايات والأهداف ، وإن مجمعكم بكم وبعملكم وبوسطية توجهكم ، يحظى بين المؤسسات العلمية بمكانة رفيعة ، وإن قراراته العلمية الفقهية بهذا التوجه تلقى قبولاً واحتراماً لدى كل من يتعاملون معها ، موضحاً أن كل هذا يجعل مهمتكم أصحاب الفضيلة سامية في إبلاغ رسالة الإسلام الصحيحة الناصعة إلى العالمين ، والعمل بجهد كبير لإبراز وسطيته وتسامحه وتعايشه وعدالته ورحمته مع المخالفين ، ودعوته إلى حفظ الأنفس والدماء المعصومة ، والأموال المصونة.
ومن جانبه قال رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المستشار بالديوان الملكي الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أسمحوا لي بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن إخواني أعضاء مجلس المجمع وخبرائه ، أن أقدم عظيم الشكر ووافر التقدير إلى أمير البلاد ، حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، على موافقته السامية على استضافة دولة الكويت لأعمال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر مجمع مجلس الفقه الإسلامي الدولي ، وكريم رعايته لها ، والتي تمثل دعماً كبيراً وعظيماً نثمنه جميعاُ ، داعين المولى تبارك وتعالى أن يديم عليه نعمتي الصحة والعافية ، وأن يوفقه لمزيد من الأعمال الخيرة لصالح الإسلام والمسلمين ، وأن يديم على الكويت الشقيقة نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
وأوضح أشكر لكم تجشمكم لمشاق السفر وعنائه تلبية لدعوة مجمعكم ، ويسعدني أن نلتقي بحمد الله وتوفيقه في هذا اليوم المبارك ، وفي ضيافة هذا البلد الطيب المبارك للمرة الثالثة ، بغية تحقيق هدف سامي عظيم مبارك ، ألا وهو بيان أمور ديننا وأحكام شريعتنا ، وما أشبه اليوم بالأمس فمنذ ما يزيد على سبعة وعشرين عاماً ، احتضنت هذه الأرض الطيبة أعمال دورة مجمعكم الخامسة ، وفي العام 1422هـ الموافق 2001م ، احتضنت أعمال الدورة الثالثة عشرة ، وبفضل الله وتوفيقه فإن الدورتين كانتا ناجحتين ، فقد ناقشنا موضوعات مهمة ، وصدرت عنهما قرارات وتوصيات موفقة ، أفاد منها الكثيرون من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وهاهي دورة مؤتمر مجمعكم الثانية والعشرين ، بتوفيق من الله تعالى تبدأ أعمالها على هذه الأرض الطيبة.
وبيَن إننا نجتمع وامتنا تمر بمشكلات وتجاذبات تكاد تهدد وحدتها ، وأحداث تسيء إلى هويتها ، وتنال من منزلتها وتنقص من مكانتها ، وهذه المشكلات والتجاذبات تنطلق من التطرف تارة والتعصب المذهبي والطائفي والعرقي تارة أخرى ، وإن كل المشكلات والتجاذبات سوف تذهب وتتلاشي بإذن الله تعالى من واقع الأمة ، إذا اجتمعت كلمتها وتوحدت غايتها وتخلصت من أمراض التطرف والفكرية ، وتغلبت على أوهام العصبية الجاهلية والطائفية المذهبية ، وهذا ليس ببعيد المنال ، فالناس كانوا من قبل فرقاء فجمعهم الإسلام ، وأعداء فآخى بينهم الإيمان ، وأذلاء فأعزهم الدين ، وجهلاء فعلمهم القرآن ، وصاروا أمة واحدة يعبدون إلها واحد.
وقال :إن قضايا مهمة مطروحة على مؤتمركم تتجاذبها مجالات ، تتنوع ما بين قضايا السياسة الشرعية ، والأنظمة الحقوقية ، والمطعومات والمشروبات الغذائية والدوائية ، والناس بحاجة إلى بيان حدود الشرع فيها ، حتى يكون الناس على علم بأمرها ، فيقفون عند حدود أحكامها ، وهذا لن يتحقق إلا بقرارات تنتجها بإذن الله تعالى اجتهاداتكم.وهذه مهمة أهل العلم ، وهي ميراث النبوة التي ورثها أهل العلم عن نبيكم عليه أفضل صلاة الله وتسليماته.
ومن جانبه قال أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور أحمد بابكر أن مجمع الفقه الإسلامي هو المرجعية الفقهية للمسلمين في أقطار الأرض كلها ، ولهذا فهو يسعى لتحقيق الآمال الكبيرة المعقودة عليه منذ إنشائه والغايات التي من أجلها أنشئ وهي تكتسب أهمية قصوى في كل يوم ، وذلك بكثرة المستجدات وتعاظم التحديات ، فالتقدم في العلم والصناعة والإعلام والتجدد في الحياة السياسية والعلاقات الدولية أنتج واقعاً معقداً تغيرت فيه التصورات والمفاهيم للحياة وللأنظمة وللأحكام وللمعاملات.
وأوضح أن مؤتمر الدورة المجمعية الثانية والعشرين انتظم في بحث عدد من الموضوعات الفقهية الهامة منها جهاد الطلب وجهاد الدفع ، وجريمة تكفير المسلمين بين الشورى والديمقراطية في النظر الإسلامي ، وحقوق وواجبات المواطنين غير المسلمين في الدول الإسلامية والمرأة والولايات العامة ، وحقوق المعاقين في الفقه الإسلامي .
وتابع وفي منتهى كلمتي هذه أتوجه إليكم جميعاً بخالص الشكر والتقدير وعظيم الاعتزاز شاكراً ومقدراً لجميع المسئولين في هذه الديار فضلهم ورعايتهم ، ولكل قادم إليها من جميع الأقطار من الأعضاء والخبراء وموظفي أمانة المجمع والإعلاميين والمراسلين وغيرهم عنايتهم الكبيرة بالمجمع وشد أزره والتعاون معه ، داعياً الله تعالى أن يجعل أعمال مؤتمرنا هذه موفقة وخادمة للغايات التي من اجلها تكبدهم مشاق البذل والسفر معينة على ما يرضيه سبحانه وتعالى ويرضي رسوله صل الله عليه وسلم ، وأن يسدد خطانا جميعاً وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

unnamed.jpg


unnamed (1).jpg

----

unnamed (3).jpg


---

unnamed (3).jpg

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت