قال وزير العدل ووزير الأوقاف يعقوب الصانع إن الكويت تحتفل من جانب وتحتفي من جانب آخر فهي تحتفل بتظاهرتها الثقافية الكبيرة بمناسبة اختيارها من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016 وما يستلزمه ذلك الأمر من أنشطة في مختلف نواحي الفكر والثقافة والأدب، وتحتفي بشخصية إسلامية عالمية شخصية ذات تأثير ومكانة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ألا وهو فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وأضاف الصانع، في كلمته خلال حفل تكريم د.أحمد الطيب مساء أول من أمس في المسجد الكبير، أن الأزهر وشيخه يمثلان في عالم الإسلام والمسلمين المرجعية الدينية والشرعية الأولى وذلك لما يحملانه من تاريخ وعلم وما يمتازان به من وسطية واعتدال وما يقومان به من جهد ونشاط وبذل في سبيل نشر رسالة الإسلام السمحة.
وأكد أن الكويت التي كانت ومازالت بلد الخير والعطاء والثراء الإنساني والمعرفي، والعمل الخيري والمشاريع الإسلامية الرائدة تسعد بهذا الحدث الثقافي الكبير، فالكويت موطن الخير لا تألو جهدا في كل ما يكرس قيم الحق والخير والجمال في أمتنا العربية والإسلامية، فهذه التظاهرة تهدف إلى إبراز دور الكويت الحضاري وحضورها المتميز في خريطة الثقافة العربية والإسلامية، وتعزيز مكانتها عربيا وعالميا، وتحسين الصورة الذهنية النمطية عن عالم المسلمين، دولا وشعوبا، بل وقدمت الكويت للعالم الإسلامي التراث الفقهي القديم في ثوب قشيب وحلة علمية وجهد دقيق متمثلا ذلك في الموسوعة الفقهية الكويتية.
من جانبه، قال شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر د.أحمد الطيب إن الإنصاف يقتضيني أن أقول إنني لا أشك لحظة في أن هناك مؤامرة من وراء البحار، لكن هناك أيضا قابلية نكراء من جانبنا لتنفيذ هذه المؤامرة، ولعلي لا أقع في الاختصار المخل وأنا أذكر وجهة نظري في الأسباب التي أدت إلى ما نحن فيه من آفاق التكفير والإرهاب والقتل على الطائفة والمذهب.
وقال د.الطيب إن علماء الأمة لم يعد همهم الأكبر حفظ وحدة الأمة ومصلحة المسلمين وحماية شعوبهم من التمزق والتنازع الذي يصل أحيانا إلى درجة تكفير المسلم للمسلم، أو إخراجه من الملة في أمور خلافية، وانشقاق العلماء أنفسهم، وانغلاقهم في مذاهب بعينها، مما فتح الباب على مصراعيه لتغذية حروب أهلية يدفع المسلمون الآن ثمنها دماء وأشلاء ودمارا وتشريدا، ولو أن العلماء كانوا قد تخلوا عن التعصب المذهبي والطائفي، ولجأوا إلى الحوار والنصح والحكمة، ومجابهة القضايا الشائكة بتجرد وموضوعية.
وقال د.الطيب: أهنئ من كل قلبي الكويت أميرا وحكومة وشعبا باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، وهي بلا ريب جديرة بهذا التقدير، لما تميزت به الكويت من ريادة مبكرة في نشر الثقافة والعلم وإحياء لعيون كتب التراث الغربي والإسلامي وإصدارات الدوريات الأدبية والفكرية والمجلات الإسلامية والتي لا يوجد مثقف أو متعلم في العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه إلا وأفاد من هذه الإصدارات القوية علما وثقافة ولغة، وإذا كان لي مقترح فهو أن تخصص الكويت هذا العام عاما لثقافة الحوار تأصيلا وتطبيقا، حتى تفوز بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية وعاصمة الحوار العربي والإسلامي، بعد أن أكرمها صاحب السمو الأمير بجعلها مركز الإنسانية.