أقامت الجالية الفلبينية في البلاد بالتعاون مع اتحاد بانجسامورو احتفالية بعنوان «شكرا يا كويت على بانجسامورو»، وذلك بمناسبة اعلان بانجسامورو منطقة تتمتع بالحكم الذاتي للمسلمين في جنوب الفلبين.
أقيم الاحتفال في مسجد الدولة الكبير مساء امس الاول برعاية وكيل وزارة الاوقاف د.عادل الفلاح وحضور عدد من المواطنين وابناء الجالية الفلبينية ومسلمي بانجسامورو وممثل عن السفارة الفلبينية في البلاد، وبدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الطفل سالم سالم الذي لم يتجاوز 4 سنوات من عمره.
وأكد مدير إدارة المسجد الكبير عبدالله الشاهين في كلمة ناب خلالها عن راعي الحفل د.عادل الفلاح أن الكويت لا تدخر جهدا في تقديم يد العون لاخواننا المسلمين في مختلف دول العالم، مشيرا إلى ان المسجد الكبير يقوم بدور بارز في رعاية الجاليات المختلفة وخاصة الجالية الفلبينية.
وأضاف الشاهين: كنت أشارك في أنشطة الجاليات وتحديدا الجالية الفلبينية حيث رزقني الله بصحبة طيبة منها، وذكر قصة اسلام احدهم وهو ابراهيم ويعمل مهندسا في احدى الشركات.
من جهته قام مراقب قسم الجاليات الفلبينية بالسفارة الفلبينية لدى البلاد معمر علي حسن بتوجيه الشكر للكويت أميرا وحكومة وشعبا على ما تقدمه للجالية الفلبينية، وخص بالشكر د.عبدالله المعتوق ود.عادل الفلاح لما يقومون به من جهود كبيرة في رعاية ابناء الجالية الفلبينية وتقديم يد العون لاخوانهم في الفلبين من مشروعات خيرية عديدة.
ثم ألقى د.سعيد أصبحي كلمة قال فيها: بعد تحرير الكويت وفي عام 1992 سافرت إلى الفلبين للبحث عن عمالة، ثم تحولت بعد هذه السفرة من العمل التجاري إلى العمل الخيري حيث سافرت مع لجنة مسلمي اسيا، ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن وانا اعمل فقط في الفلبين في سنجامورو.
واضاف: في 2009 اتخذنا قرارا بتوسعة الأنشطة من حفر الآبار إلى تدريب الدعاة وطلبة العلم من الفلبين، ونحن الان نعمل لإنشاء اتحاد المنظمات الخيرية في الفلبين لتوحيد الجهود بينها جميعا.
وبين اصبحي: لدينا الان ما يقارب 40 مشروعا من حفر الابار وبناء المساجد والمدارس وغيرها، وكذلك تدريب 15 داعية وغيرها من المشاريع المهمة، وياتي ذلك بدعم من اهل الكويت الخيرين.
«الاسلام والمفاوضات»
وفي ختام الكلمات ألقى مدير مركز بانجسامورو للإعلام الخارجي عبدالهادي بوتوان غوماندر كلمة قال فيها: شكرا يا كويت على بانجسامورو.. شكرا يا كويت.. شكرا يا كويت.
واضاف أن جبهة تحرير مورو الإسلامية منذ عام 1997م وافقت على الجلوس مع الحكومة الفلبينية على طاولة المفاوضات امتثالا لقوله تعالى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)، حيث ان الإسلام أجاز المفاوضات مع العدو وقبول الهدنة والتفاوض هو الموقف الصحيح، لانه يفتح المجال لمضاعفة جهود النشاط الدعوي والتربوي، وغيرها من الانشطة اللازمة لبناء الأمة.
وأشار غوماندر الى أن مفاوضات السلام بين الطرفين توصلت بعد 17 عاما إلى توقيع ما يسمى بـ «الاتفاقية الشاملة على بانجسامورو» وذلك في 27 مارس من العام الحالي، لافتا الى أن الاتفاقية نصت على شروط الهدنة ووقف إطلاق النار، وجاء نص الاتفاقية: أن هناك شعبا بجانب الشعب الفلبيني يسمى بـ«بانجسامورو» وهي كلمة مركبة من كلمتين بانجسا وهي لغة مالايو بمعنى شعب، ومورو بمعنى سمر أو نسبة إلى المسلمين في المغرب وسيلان ومدغشقر، وإنشاء حكومة لبانجسامورو وزارية الشكل، لديها برلمان يضم 50 عضوا أو أكثر، ولديها دستور داخلي يسمى بـ «القانون الأساسي لبانجسامورو» يجري تنفيذه في أراض جوهرية من بلاد مورو محددة بين الطرفين، كما نصت على آليات انتقال السلطات المحلية إلى بانجسامورو، وعلى تقاسم السلطات والثروات وقضية التطبيع، وكان من أهم البنود إقامة نظام للشريعة القضائية على مبادئ حريات وحقوق الإنسان في الإسلام.
إنشاء المؤسسات
ولفت غوماندر إلى انه قد تم تأسيس عدد من المؤسسات المهمة منها: معهد بانجسامورو للتنمية، ولجنة المساعدات الخارجية التنموية، وصندوق الأمانة ساجاهاترا بانجسامورو، ولجنة خاصة حقوقية تقوم برد المظالم الشرعية والتعويضات الإنسانية، ومعهد بانجسامورو للقيادة والإدارة، ومركز بانجسامورو للإعلام الخارجي، وأكاديمية بانجسامورو للدعوة.
جهود الكويت في دعم مسلمي مورو
وفي ختام كلمته أشاد غوماندر بجهود الكويت العديدة في دعم مسلمي الفلبين قائلا: إن الكويت من الدول المؤسسة لمنظمة المؤتمر الإسلامي «منظمة التعاون الإسلامي» ولها إسهامات متعددة في جوانب كثيرة، أهمها الجانب السياسي. كما أن لها دورا كبيرا في إثارة ودعم قضية مورو العادلة في المحافل الدولية، ومساعدة مسلمي الفلبين عامة، لذلك كان لزاما علينا أن نذكر أهم قرارات مؤتمرات القمة التي كان للكويت دور فيها، ومنها مؤتمر القمة الإسلامي الخامس في الكويت 1987، والذي كان من أهم قراراته دعم مطالب مورو للتحرير، بحضور 44 دولة.
الانباء : 08/06/2014