*حاضر فيها المدرس بالمسجد النبوي وإمام مسجد القبلتين الدكتور عبدالرزاق البدر
•العنزي: رسالة المسجد لن تؤتي ثمارها إلا بنجاح حملة مشاعلها إلى المجتمع
•الأئمة والخطباء مطالبون بالالتزام بالمبادئ والضوابط التي تكفل سلامة الدعوة
نظم مكتب الشؤون الفنية بقطاع المساجد في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية دورة علمية دعا إليها الأئمة والمؤذنين وطلبة العلم، وحاضر فيها ضيف الوزارة، المدرس بالمسجد النبوي وإمام مسجد القبلتين من المملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور عبدالرزاق عبدالمحسن البدر الذي يعد واحداً من أهل العلم المشهود لهم ومن كبار العلماء الذين تحرص وزارة الأوقاف على استضافتهم للاستفادة من علمهم وخبراتهم وإثراء الأنشطة الثقافية.
أقيمت الدورة لمدة ثلاثة أيام من الأحد 30 أكتوبر الماضي إلى الثلاثاء الأول نوفمبر الحالي وذلك على فترتين، الصباحية وخصصت لشرح "كتاب السنة" للإمام المزني الذي يشرح عقيدة أهل السنة والجماعة، وعقدت محاضراتها بمركز تدريب الأئمة والمؤذنين بمنطقة الرقعي، أما الفترة المسائية فقد خصصت لشرح كتاب "حلية طالب العلم" للشيخ بكر أبو زيد، وعقدت محاضراتها بمسجد عائشة المحري بمنطقة المسايل.
وأبدى الحضور من الأئمة والمؤذنين وطلبة العلم، سعادتهم بالمشاركة في الدورة لما حققته لهم من استفادة علمية، مؤكدين أن مثل هذه الدورات تعد فرصة مميزة من فرص العلم التي يجب اقتناصها لأنها تسهم بشكل كبير في تنمية الحصيلة العلمية لدى المشاركين، وتعمل على صقل مهاراتهم، وتشحذ هممهم.
كما أثنى المشاركون على حسن الإعداد والتنظيم لهذه الدورة مما جعلها أكبر أثراً وأكثر نفعاً، فقد حققت الدورة العديد من الأهداف والغايات وكذلك الفوائد التي ركز عليها المحاضر، منها على سبيل المثال لا الحصر:
-أن الله عز وجل خلق الخلق عن غير حاجة به إلى خلقه، وخلق الخير والشر، فهم بهما عاملون فالخير إلى الله والشر ليس إليه.
-أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان.
-أن المؤمن لا يخرج من الإيمان بذنب يرتكبه، ولا يكفر بمعصية يقترفها، وأننا لا نوجب لمحسن الجنة ولا نشهد على مسيء بالنار إلا ما وجب الله ورسوله له ذلك.
نخبة من أهل العلم
ومن جهته قال مدير مكتب الشؤون الفنية سالم عيادة العنزي: إن هذه الدورة تأتي في إطار آلية منظمة وخطة سنوية معدة سلفا، يتم تنفيذها بانتظام ويحضرها الأئمة والخطباء والمؤذنون من محافظات الكويت كافة، ويحاضر فيها نخبة متميزة من أهل الاختصاص من داخل الكويت وخارجها، وذلك ضمن استراتيجية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتطوير أداء الأئمة والخطباء والمؤذنين، ورفع كفاءتهم العلمية، موضحاً: أن هذا الأمر قائم منذ سنوات من قبيل الرعاية والاهتمام بهذه الفئة، لأنهم حملة مشاعل رسالة المسجد إلى المجتمع، ويتوقف بشكل كبير إتيان الرسالة لثمارها على نجاحهم في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وأوضح العنزي: إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجميع قطاعاتها، وقطاع المساجد بشكل خاص، تسعى دائما إلى الارتقاء والتميز والتطوير والعطاء اللامحدود في ظل الرعاية الفائقة التي توليها دولة الكويت للمساجد والعاملين فيها.
وتابع: من هنا تأتي أهمية الدورات العلمية والبرامج التدريبية التي ينظمها مكتب الشؤون الفنية للأئمة والخطباء والمؤذنين، لأنهم مسؤولون عن أشرف البقاع في الأرض وهي بيوت الله، ومدرسة المسلمين الأولى والمؤسسة القائمة على ضمير الأمة التي تعمل على إيقاظ روح التفاعل مع القضايا العامة، وهي مراكز التوجيه لتأصيل الاهتمام بأمر المسلمين وتحسس قضاياهم.
وأشار إلى أن الدور الريادي الذي يقوم به الأئمة والخطباء يسهم في الارتقاء بالمجتمع ثقافياً وأخلاقياً وعلمياً، ويعمل على تأصيل القيم الإيمانية وتوثيق الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع وتجمعاته، وإشاعة روح الوسطية والاعتدال، ومحاربة الشبهات وتقويم الانحرافات، ونبذ الفرقة والتشرذم، والقضاء على التعصب والجمود، وصيانة الوحدة الوطنية، واللحمة المجتمعية بوأد مثيرات الفتنة والنعرات الطائفية في مهدها.
وأضاف العنزي إن: الأئمة والخطباء مطالبون بالالتزام بالمبادئ والضوابط التي تكفل تحقيق رسالة المسجد، وتضمن سلامة الدعوة والدعاة.