رأى في محاضرة «تراث الفردوس» أن هذا من علامات آخر الزمان
أعرب الداعية السعودي الدكتور عبد العزيز السدحان عن أسفه لعدم انتشار السلام بين الناس واقتصار إلقاء الإنسان التحية والسلام على من يعرفه، مبينا أن هذا يعتبر من علامات آخر الزمان.
ونظمت لجنة الدعوة والإرشاد في فرع الفردوس لجمعية إحياء التراث الإسلامي محاضرة للشيخ السدحان، بالتعاون مع إدارة الثقافة الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بحضور مجموعة من المشايخ وطلبة العلم تقدمهم النائب السابق محمد هايف المطيري. وتناول في المحاضرة الحديث عن السلام، لأن السلام اسم من أسماء الله جاء ذكره في القرآن الكريم في خاتمة سوره الحشر في قوله تعالى: (السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ)، وأضاف السدحان: معاني السلام في حق الله تعالى: السالم من كل عيب، ومن معانيه المسلّم على عباده في الجنة. (سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ)، ومن معانيه أيضاً المسلّم لعباده المطيعين. وطرح السدحان استشكالاً على الحاضرين بقوله: يُشكل على بعض الناس: معنى اسم المؤمن لأن المؤمن وصف للعبد، فيقول: من أسماء الله المؤمن فكيف يكون ذلك ؟ مبينا بأن المؤمن من أسماء الله تعالى بنص الآية، وذكر أبو إسحاق الزجّاج وغيره أن معناه في حق الله: الأول: المصدق كما جاء في سورة يوسف ( وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين)، أي: المصدق لعبادة الطائعين بما وعدهم به، والثاني: المَؤمّن لعباده الطائعين من الخوف يوم القيامة.
وأضاف السدحان: السلام من أعظم خصال الإسلام ويشهد لهذا كثرة النصوص، وكثرة الثمار، بل وحسد غير المسلمين المسلمين على هذه الخصلة، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ، مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ).
وتابع السدحان حديثه بقوله: السلام من أول وصايا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: في الدنيا. وأول حديث قاله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لما دخل المدينة: ( أَيُّهَا النَّاسُ ! أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ).
واستشهد بقول النبي صلى الله وعليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ). معلقا عليه بقوله: السلام يقرب القلوبَ والأبدان.
وأضاف السدحان: لوحظ على بعض الناس أنهم إذا دخلوا على أناس نيام سلموا بصوت عالٍ فيزعجون النائم، وإزعاج النائم لا ينبغي من باب التلطف، فعن الْمِقْدَادِ، قَالَ:( وجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمَ تَسْلِيمًا يُسْمِعُ الْيَقْظَانَ، وَلا يُوقِظُ النَّائِمَ). فينبغى أن نتحلى بهذا الخلق النبوي في حياتنا.
وبين السدحان بأن السلام كما هو معلوم مشاع على كل مسلم فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف). رواه البخاري ومسلم.
وقد جاء في الحديث أن السلام في آخر الزمان يكون على المعرفة، كما في الحديث عن ابن مسعود مرفوعا ولفظ: ( إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد لا يصلي فيه وأن لا يسلم إلا على من يعرفه).
ولفظ الطحاوي ( إن من أشراط الساعة السلام للمعرفة ) محذراً بسلوك هذا المسلك.
واختتم حديثه بتوجيه الشكر الجزيل لإدارة الثقافة الإسلامية و للجنة الدعوة والإرشاد- الفردوس على هذه الاستضافة متمنيا لهما دوام التوفيق والسداد.