أكدت ادارة التنمية الأسرية أن أكاديمية الحياة الزوجية سوف ترى النور قريبا حيث أنها ضمن خطة الحكومة التنموية، لافتة الى ان أهمية الاكاديمية للمجتمع تكمن في تهيئة المقبلين على الزواج لحياتهم الجديدة وعلاج الأسر المتصدعة.
وأشارت المسؤولات في الادارة الى أهمية ادارة التنمية الاسرية في التوعية المجتمعية وترسيخ المواطنة الصالحة من خلال برامج توعوية يتم تنظيمها في المدارس وجمعيات النفع العام وفي العديد من المواقع الاخرى على أيدي متخصصين ومدربين معتمدين من ديوان الخدمة المدنية.
وأوضحن أن أهم التحديات التي تواجه ادارة التنمية الاسرية تكمن في محدودية المكان وعدم توفر قاعة كبيرة مناسبة لدى الادارة لاستقبال الفئات المستهدفة بالبرامج وعدم وجود مقرات في المحافظات الست، وطالبن بتخصيص مواقع في المحافظات الست لتسهيل العمل.
وأشرن الى أن ادارة التنمية الأسرية نجحت في تعديل سلوكيات الكثير من الطلاب والطالبات وحتى بعض أولياء الأمور من خلال البرامج والدورات المختارة بعناية، ولفتن الى تبني الادارة لدراسات ميدانية وأبحاث منها دراسة المعاكسات واتجاهات الشباب نحو العلاقة الزوجية والتي استهدفت ما يقارب 1000 طالب وطالبة في جامعة الكويت والتطبيقي وأثبتت أن الشات عبر الانترنت هو الوسيلة الأكثر استخداما للمعاكسات واوضحت أن 90٪ من أفراد العينة يؤكدون أن هناك ظاهرة المعاكسات في المجتمع وأن هناك علاقة طردية بين المعاكسات والاتجاه نحو العلاقة الزوجية أي أنه كلما رفض سلوك المعاكسات زاد الاتجاه الايجابي لمستقبل العلاقة الزوجية.
وتطرقن الى دراسة تأثير الانترنت على التوافق الزوجي والتي استهدفت الزوجة في الاسرة الكويتية وكانت حجم العينة 806 وتوصلت الدراسة الى أن الزوجات اللاتي يستخدمن الانترنت أكثر توافقا مع أزواجهن بنسبة 68.5 ٪ في أمور الترفيه والتفكير في المشاريع المستقبلية الا أن الدراسة أظهرت ايضا أنه كلما قل استخدام الانترنت كلما زادت الزوجة في اظهار مشاعر الحب والعاطفة.
وأوضحن الى أن دراسة دور الفضائيات في التأثير على سلوكيات الفتاة في المجتمع الكويتي والتي استهدفت 1800 طالبة وتوصلت الى أن المراهقات تقضين ساعات طويلة امام التلفاز بنسبة 56٪ وأن 70٪ أكدن أن القنوات الفضائية تثير غرائز الشباب وتتعارض مع القيم الاسلامية وأن 50٪ يرون أن القنوات الفضائية تعرض أفلاما تقلل من قيمة الوالدين عند أبنائهم، وأكدت الدراسة أن هناك تأثير للفضائيات على أداء الفتيات للصلاة في وقتها بنسبة 58٪.
زارت »الشاهد« ادارة التنمية الأسرية التابعة لوزارة الأوقاف وفي ما يلي تفاصيل ما دار مع المسؤولات عنها:
تعزيز المواطنة
في البداية أكدت مديرة التنمية الأسرية سعاد بوحمرا أن ادارة التنمية الاسرية واحدة من ادارات قطاع شؤون القرآن الكريم والدراسات الاسلامية بوزارة الأوقاف وهي معنية بكل ما له علاقة بالاسرة والشأن الاسري وتأتي العناية بالمرأة من ضمن اختصاصها سواء كانت معلمة او طبيبة أو متقاعدة كل النساء بكل شرائحها.
وتهدف ادارة التنمية الاسرية الى وضع اطار روحي وثقافي للاسرة بجميع أفرادها وتعريف الافراد بواجباتهم والتزاماتهم الاسرية وتزويد المرأة بالثقافة الاسلامية واعداد المناهج والمقررات التي تهدف الى تعزيز المواطنة الواعية وتنشئة الاطفال تنشئة اسلامية متكاملة وتهيئتهم للنجاح وغرز قيم المواطنة فيهم.
وأضافت: نحن نعمل وفق هيكل من ديوان الخدمة المدنية وهناك ستة أقسام في جميع محافظات الدولة الست ولدينا منظومة متكاملة في الادارة والمكتب الفني مسؤول عن الدراسات التي تسبق تنفيذ المشاريع والدراسات التي تأتي بعد تطبيق هذه المشاريع وتكون تقييمية لهذا النشاط أما قسم مراقبة التوجيه الأسري فهو معني بالأطفال من عمر 6 سنوات الى 12 سنة، وقسم التوجيه الديني الذي دوره توعوي من خلال التعاون مع كل المؤسسات التي مناط بها نفس الدور مثل وزارة الشؤون والعدل والتربية حيث أن كل هذه الوزارات والمؤسسات التابعة لها لنا معها شراكة مؤسسية وفق منهجية وزارة الاوقاف التي تقوم على استراتيجية تعتمد على الشراكة المؤسسية والمجتمعية، كما أن هناك شراكة مع مؤسسات المجتمع المدني التي لها نفس التخصص.
وأشارت بوحمرا الى المؤتمرات التي قامت ادارة التنمية الاسرية بتنفيذها، في عام 2005 مؤتمر تكامل الأدوار بين الزوجين في الاسرة وعام 2007 الملتقى الخليجي التنموي الأول وعام 2009 مؤتمر المسؤولية كما يفهمها الشباب و2011 مؤتمر الاستقرار الاسري وثقافة الانفاق.
وقالت ان هناك اهتماماً بالتوصيات التي تخرج عن مؤتمرات التنمية الأسرية حيث أن أكاديمية الحياة الزوجية كانت توصية لمؤتمر تكامل الادوار بين الزوجين وتم اعداد كل ما يخص هذه الاكاديمية من مناهج علمية وكادر وظيفي وتبقى العقبة الوحيدة لتنفيذ هذا المشروع الطموح هي عدم وجود أرض تخصص لها ويوجد مكان مخصص من بلدية الكويت لهذا المشروع وسوف يتم انشاء الاكاديمية عليه. أما الملتقى التنموي فقد أوصى بانشاء مشروع لجنة الاسرة الخليجية المشتركة وتضم هذه اللجنة كل المؤسسات المعنية بالاسرة في الخليج من خلال ممثل لها بحيث تعمل لصالح الاسرة وهذه اللجنة بدأت فعليا عملها ووضعت توصيات لكن هذه الأمور لا تأخذ حيزها ما دامت ليست تحت مظلة كبيرة مثل مجلس التعاون الخليجي لكن اللجنة تقوم بعملها بشكل جيد وهناك تواصل بكل المؤسسات الموجودة في دول الخليج.
وأوضحت أن الاكاديمية لها هدفان اساسيان هما اعداد وتهيئة المقبلين على الزواج لتهيئتهم للحياة الزوجية الجديدة والهدف الثاني هو علاج الاسر المتصدعة واعداد الأكاديمية ليس اعدادا اجتماعيا بل اعداد اكاديمي، فالعروس على سبيل المثال تدخل هذه المؤسسة فتستعد لتكوين أسرة بما فيها تربية الأبناء وهذا شيء موجود في دول العالم المتقدم والدول الأجنبية لديها مثل هذه المؤسسات والمعاهد لكن على أرض الواقع في الكويت مازالت الأكاديمية لم تبن بعد ولذلك هناك اجماع على ايجاد هذه الاكاديمية في الكويت وتأييد نيابي خاصة أنها ستقدم خدماتها بالمجان.
لافتة الى أن الأكاديمية مشروع وطني كبير يحد من المشاكل الأسرية وهي موجودة في برنامج عمل الحكومة في الخطة التنموية للدولة ولذلك سوف نراها على ارض الواقع قريبا.
متغيرات وتحديات
من جانبها بينت ايمان المذكور من مراقبة الدراسات الحرة- محافظة حولي أن مراقبة الدراسات الحرة انشئت عام 1999 ودورها توعوي لأفراد المجتمع وخاصة شريحة النساء وبعد خمسة أعوام من تأسيسها أدخلت المراقبة شريحة الرجال والأطفال فهذه الادارة معنية بالذهاب الى المدارس وتوعية الطلبة الذين نجد منهم استجابة كبيرة، مشيرة الى أن الطلب على زيارات المدارس متزايد لمعالجة المشاكل الأسرية لدى الطلبة وتأثيرها السلبي على الدراسة كما تقوم الادارة بمعالجة المشاكل الدراسية والاجتماعية أيضا للطلبة والتربوية والسلوكية حيث أن هناك خطة تشغيلية بعدد من البرامج التي وضعها خبراء اختصاصيون لمراقبة الدراسات الحرة.
وأضافت أن المكتب الفني يدخل مع مراقبة الدراسات الحرة في جميع نشاطاته وذلك لتقييم البرامج وعمل احصائيات بنتائج هذه البرامج ومدى تأثيرها على الطلبة كما أن المكتب الفني يقوم بدراسة الساحة المحلية والمتغيرات والمستجدات وعلى هذا الاساس توضع البرامج التي يحتاجها الواقع الموجود وعلى أساس ذلك يتم اعتماد برامج تحتاجها الأسرة الكويتية الفعلية فالخطة التشغيلية تعتمد على الاحصائيات المقدمة من المكتب الفني حيث يتم اعداد برامج تخدم الاسرة اقتصاديا واجتماعيا وسلوكيا وتعطى هذه البرامج للآباء وللأمهات وللابناء فهناك برامج خاصة اعدت للاباء وأخرى للامهات وثالثة للأبناء فمثلا هناك دورات لترشيد الانفاق وترشيد الاستهلاك وكان عليها اقبال شديد من الاسرة كما أن لدينا برامج تربوية لكيفية تعامل الأب أو الأم مع الأبناء وكيفية تعامل المعلمات مع الطلبة.
وأكدت أنه في برنامج اعداد مدرب تم تأهيل العديد من المدربين والواعظات والمرشدين الدينين، نحن نعتني بشرائح المجتمع المختلفة ونهتم بزيارة جمعيات النفع العام حيث ينتمي لها الكثير من الأفراد.
وقالت إن المدربين الذين تستعين بهم ادارة التنمية الاسرية على مستوى عال من التأهيل ومتخصصون في مجالاتهم ويتم الاستعانة بهم وفق ضوابط وشروط، وادارة التطوير والتدريب هي المسؤولة عن اختيار المدربين حيث يتم اعتمادهم من ديوان الخدمة المدنية.
وأشارت الى اهم التحديات التي تواجههم والمتمثلة في محدودية المكان والصعوبة في التواصل مع جميع الجهات المعنية نظرا لعدم توفير قاعة كبيرة نستقبل فيها الجمهور، وقد طالبنا كثيرا بتحديد مكان لنا وان يكون لنا مكان مناسب في كل محافظة لخدمة كل المناطق التابعة لهذه المحافظة، لكن للاسف لا يوجد لدينا مكان في المحافظات ولذلك كلنا في مكان واحد ونقوم بالخروج للمحافظات من موقعنا هذا.
مراقبة التوجيه الاسري
من جهتها قالت ابتسام المزعل من مراقبة التوجيه الأسري ان مراقبة التوجيه الاسري تنقسم الى قسمين هما مراقبة التوجيه الديني وقسم الطفولة ولدينا مجموعة كبيرة من الاصدارات التي يتم ترجمتها الى اللغة الانكليزية.
وأضافت أن قسم الطفولة وقسم التوجيه الديني لكل منهما مجموعة من البرامج فعلى سبيل المثال لدينا برنامج طموح يستهدف فئتين هما المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية في مدارس الكويت وهو بالتعاون مع وزارة التربية .
وتطرقت المزعل الى البرامج التوعوية التي يقومون بها مثل »أنت في قلبي« وبرنامج صفو الوداد الذي يتحدث عن الحب وكيفية تأطير هذا الحب وتوجيه الفتيات من حب المراهقين الى حب الله وحب الوالدين وبرهما، وبرنامج لآلئ أسرية، وبرنامج انما بعثت معلما وهو يتحدث عن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام.
وأوضحت أن هناك برامج صيفية وبرامج موسمية مثل بعثة الحج وبرنامج بشارات رمضانية الذي يقام في العشر الاخيرة من رمضان وهو عبارة عن محاضرات تقام قبل صلاة القيام، ولدينا مشروع الارشاد للزواج الذي يعطى للمقدمات على الزواج وهو يرشد المقبلات على الزواج على كيفية الاختيار الصحيح وفهم الطرف الاخر وشرح متطلبات المرحلة المقبلة عليها والخطوبة وليلة الزفاف بشكل صحيح وعلاج المشاكل التي من الممكن ان تحدث في السنة الاولى من الزواج.
وحول آلية تقديم هذه البرامج قالت المزعل انه يتم تقديم اسماء البرامج والدورات الخاصة بنا الى المدارس ومؤسسات المجتمع المدني وعلى اساس ذلك يتم طلب هذه الدورات من قبل تلك الجهات كل يختار ما يناسبه من دورات ونذهب الى تلك الجهات لاعطاء الدورات ولدينا آلاف المشاركين سنويا في دوراتنا، كما أننا نتوجه بدوراتنا ايضا الى الجمعيات وكليات ومعاهد التطبيقي.
وأشارت الى أن قسم الطفولة يهتم بشريحة الاطفال ويقدم برامج خاصة بالطفل، موضحة أن المكتب الفني يقوم بالتقييم حيث يتم توزيع استبيان بعد كل دورة ويقوم المتدرب بنفسه بتقييم الدورة وذلك لتقييم مدى استفادة الحضور من الدورة.
وأضافت أن الواقع يقول ان الدورات أثرت فعليا في المشاركين، حتى ناظرات ونظار المدارس يتحدثون بشكل خيالي عن مدى تغير سلوكيات الطلاب والطالبات وهناك اشادة كبيرة بالنتائج الايجابية لدوراتنا في المدارس والناظرات مذهولات من التغير الكبير في سلوكيات الطلبة المشاركين.
من جانبها قالت أمثال القبندي ان المدربين والمدربات في الدورات لهم تأثير كبير من خلال قدراتهم ومؤهلاتهم على الاقناع ما يترك أثراً ايجابياً ويجعل هناك طلباً مستمراً على الدورات التي نقدمها وفئة المستفيدين من الدورات ليست فقط الطلاب والطالبات بل أيضا المدرسون والمدرسات، وكل من يحضر الدورة بشكل عام حتى أولياء الامور يستفيدون، فعلى سبيل المثال برنامج طموح مدته عام كامل كل دورة ثلاثة شهور، و في نهاية الدورة نفاجأ بأولياء الأمور يحضرون في الختام ويقولون إنكم من غيرتم أبناءنا وغيرتم سلوكياتهم.
قضايا مجتمعية
ومن المكتب الفني تحدثت شمائل النجم قائلة ان المكتب الفني تـأسس عام 2003والهدف منه الكشف عن قضايا مجتمعية وتبني دراسات ميدنية وتقويم الأداء وهو المسؤول عن توزيع استبيانات التقييم وبالنسبة للبرامج التي تقدم للاطفال يتم اعطاء الاستبيان للمعلمة المسؤولة عن هؤلاء الاطفال وهي التي تقوم بتقييم هذه الدورات ومن ثم يتم تقييم وقياس الدورات التي تقدمها التنمية الاسرية.
وأضافت أن الهدف من المكتب الفني هو المساهمة في علاج القضايا الاسرية واعداد وتقديم مقترحات وافكار تساهم في تطوير أداء الادارة والمساهمة في تحقيق رسالة الادارة والمساهمة في دراسة التحديات والمشاكل التي تواجه الادارة لتطوير اداء الادارة نفسها، موضحة أن المكتب الفني يحتوي على قسمين قسم البحوث الذي يحتوي على اربع فرق الطفولة والفتاه والاسرة والمرأة والقسم الثاني هو القياس وهو المسؤول عن قياس وتنمية الاسرة المجتمعية وقمنا بالعديد من الدراسات منها دراسة عن الرضا الوظيفي واخرى عن الاستقرار الاسري ودراسة عن المعاكسات والتقويم.
وأشارت الى أنه بعد تقييم المشاريع والدورات التي تقوم بها الادارة يتم طباعة المشاريع الناجحة والتي اثبتت تاثير واضح على المجتمع والتي جاء للادارة عليها الكثير من الطلبات ما يعني أنها مرغوبة من الفئات المستهدفة، والمشاريع غير المطلوبة لا يتم طباعتها، موضحة أن هناك مشاريع بدأتها الادارة عام 2000 وما زالت تطلب حتى الان وسنويا تتنافس المدارس على أن تحصل عليها، لافتة الى ان مشروع طموح من أنجح المشاريع حيث أن فيه يتم اختيار عينة عشوائية من الطالبات قوامها من 25 الى
50 طالبة على حسب المدرسة ويتم اعطاء الطالبات مجموعة من القيم التي لها تأثير ايجابي عليهن،مؤكدة أن طموحات الادارة أن يتم عرض الدراسات التي نقوم بها في مجلات علمية محكمة وأن تتبنى المؤسسات التوصيات التي تخرج عن الابحاث التي نقوم بها.
ومن قسم الاعلام تحدثت مريم نصيب حول آلية عمل القسم مؤكدة أن قسم الاعلام مسؤول عن الاصدارات وتصوير الدورات فيديو ويتم توزيع اصدارات الادارة على الاسرة وعلى شرائح المجتمع المختلفة وذلك لتعميم الفائدة ولنا العديد من الاصدارات شهريا واهم التحديات التي تواجهنا هي مع المطابع التي لا تقوم بانجاز اصداراتنا بالسرعة المطلوبة ونعاني من التأخير ونتمنى لو يتم تخصيص مطبعة تكون مسؤولة عن اصداراتنا طوال العام يكون هذا افضل لنا بدلا من التعامل مع العديد من المطابع.
التاريخ : 27/05/2013
الجريدة : الشاهد